وقد أكسبت الحقب الطويلة مهنة الطبيب تقاليد ومواصفات تحتم على من يمارسها أن يحترم الشخصية الإنسانية في جميع الظروف والأحوال, وأن يكون قدوة حسنة في سلوكه ومعاملاته, مستقيماً في عمله, باذلاً بإخلاص جهده وعلمه ووقته للمحافظة على أرواح الناس وصحتهم وأعراضهم وأسرارهم, رحيماً بهم باذلاً جهده في خدمتهم, وأن يستهدف في عمله المصلحة الكلية لمريضه وأن يكون لهذا العمل ما يبرره وأن يتم برضاه أو رضا ولي أمره إن كان قاصراً أو فاقداً وعيه.
إن التقدم المعاصر في فروع العلوم الطبية وعلوم البيولوجيا يكاد أن يكون ثورة حقيقية ويبشر بأن المستقبل يحمل في طياته أموراً مذهلة جديدة, كان الإنسان يحسبها ضرباً من الخيال, فالتقنيات الحديثة التي تذلل ما استعصى على مستوى التشخيص والعلاج والتقدم في علوم الهندسة الوراثية وعلم الجينات وزرع الأعضاء وطفل الأنبوب والاستنساخ وغيرها تحتاج إلى التزامات وتشريعات أخلاقية تعصمها عن الإنحراف عن أهدافها النبيلة في خدمة البشرية من غير تخريب ولا طغيان ومن غير تفريط ولا تقصير.
لا بد لنا أن نحفظ حق المريض في اختياره الطبيب المعالج أو المؤسسة الصحية الراعية له وأن نحفظ حقه في معرفة مرضه وإنذاره. أن نعمل على المحافظة على حياة الإنسان بما فيها المحافظة على كرامته التي وهبها له الخالق تبارك وتعالى (ولقد كرمنا بني آدم) وعلى مشاعره وعلى حياته وعلى أسراره وعلى حقه بالحصول على الاهتمام الكامل والرعاية النفسية والطمأنينة الكاملة وهو بين يدي طبيبه.
كما لا بد من حفظ حق المريض في الحصول على الرعاية الصحية بالتكلفة العادلة دون أن نحمله أعباء مادية غير ضرورية أو وصف أدوية وعلاجات غير مستطبة أو المغالاة في تقدير الأتعاب وطلب الاستشارات.
وأخيراً بمحافظتنا على حقوق من تشملهم رعايتنا وحرصنا على أداء عملنا الإنساني النبيل بكل إخلاص إنما نتمثل أخلاق سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد في تعامله مع المواطن الإنسان وحرصه على كرامته وهو الذي أكد أن (الإنسان هو أساس كل بناء وتقدم).
نقيب الأطباء في سورية