وجعلهما مستمرين مدى الحياة وصولا الى اعتبار الاستثمار في هذين الحقلين دعامة رئيسية من دعامات التنمية وهذا التوجه هو صلب الخطة الخمسية العاشرة في نظرتها لتطوير الكوادر البشرية.
في أيلول من عام 2005 دخلنا في شراكة مع الاتحاد الاوروبي لإطلاق برنامج تحديث التعليم والتدريب المهني وقد رصدت موازنة للمشروع بقيمة 25 مليون يورو قدم الاتحاد 21 مليونا بينما تحملنا الأربعة ملايين المتبقية,ومن المقرر ان ينتهي البرنامج في 31/12 من العام الجاري ليكون قد استمر نحو ثلاث سنوات فيما الذي قام به البرنامج حتى الان وهل حقق الاهداف التي وجد من اجلها والى اي حد استطاع ان ينتج كوادر بشرية كفوءة وذات تنافسية عالية هذه الاسئلة وأخرى غيرها حاولنا تلمس إجابات عليها عبر حديثنا الى مديرة وحدة البرنامج غيناء الحاج علي..
> إلى ماذا يهدف البرنامج ومالذي تقومون به بالضبط?
>> يعمل البرنامج تحت إشراف هيئة تخطيط الدولة وبالتنسيق مع المفوضية الاوروبية نيابة عن الاتحاد مع المؤسسات المعنية والتي تتمثل في وزارة التعليم العالي والتربية والصناعة والشؤون الاجتماعية والعمل, الى جانب غرف الصناعة و60 منشأة خاصة و18 مؤسسة تعليم مهني (مدرسة ومعهد) وذلك في نطاق جغرافي محصور في ثلاث محافظات فقط هي دمشق وحلب,حمص , ويهدف البرنامج الى سد الحاجات من المهارات والقوى العاملة المطلوبة في سوق العمل وللاستجابة لمتطلبات الاقتصاد عبر رفع سوية المهارات وتلبية الحاجة منها, كما يهدف ايضا الى تحسين كفاءة التعليم والتدريب المهني وضمان أن الاخير يتجاوب بشكل افضل مع حاجات أرباب العمل.
> ولكن مم يتكون البرنامج?
>> يتكون من خمسة مكونات رئيسية هي: تطوير المناهج, تدريب المدربين, سوق العمل, تنمية الموارد البشرية في غرف الصناعة والشركات, سياسات التعليم والتدريب المهني.
> دعينا نتحدث عن الجانب التدريبي الذي يفترض انه جوهر عمل البرنامج مالذي حققتموه الان?
>> قام البرنامج بعقد عشرات الدورات في المجالات التي يغطيها ويمكن تصنيف هذه الدورات حسب الاتي: ست في دورات أصول التدريس بما في ذلك ثماني دورات لغة انكليزية اختصاصية وثلاث في الحاسب الآلي ايضا 35 دورة في الصيانة الهندسية و14 في صناعة الألبسة وسطيا يتراوح عدد المتدربين في الدورة الواحدة بين 12- 20 شخصا والمدد الفعلية من 5- 20 يوما وبلغ إجمالي عدد المتدربين حوالي 1000 متدرب.
> وهل ثمة ما يعيق اقبال المتدربين على هذه الدورات?
>> بشكل عام وهناك اقبال جيد من المتدربين ولكن يحتاج هؤلاء الى التحفيز المادي لذا طالبنا الجهات التي ينتمون اليها بضرورة تقديم حوافز مادية لهم لقاء الالتحاق بمثل هذه الدورات ولأن نجاح هؤلاء سيقود الى نجاح زملائهم ومن ثم تعميم التجربة على مستوى الجهة نفسها وانتهاء بتعميمها على مستوى القطر ككل.
> مالذي قدمه البرنامج لتطوير الموارد البشرية على وجه التحديد?
>> يقوم البرنامج بتصميم اقسام لادارة الموارد البشرية ويدرب العاملين على تطبيقها على الشركات السورية وقد درب على ممارسة الوظائف التالية: استراتيجية وتخطيط الموارد البشرية الاستقطاب والاختيار, ادارة الاداء, تنميةالموارد البشرية, الاجور والرواتب والتعويضات, علاقات الموظفين والصحة والسلامة المهنية, تأسيس نظام وقسم لادارة الموارد.
> يبقى السؤال الاهم: مالذي سيستفيده قطاع الاعمال من ذلك كله بمعنى كيف سينعكس على جودة الكوادر البشرية وبالتالي على الانتاجية?
>> أهم ماسيحصل عليه قطاع الاعمال هو كوادر بشرية ذوات انتاجية عالية وسلوكيات عمل افضل والاهم مزودة بالخبرات والكفاءات المهنية الملائمة للعمل والمدعمة بالمعارف النظرية وطبقاً هذا لن يكون بين ليلة وضحاها بل بشكل تراكمي بحيث تظهر نتائجه خلال السنوات القليلة القادمة.