تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عدو الشعب ليس إلا بطله الأمثل

ثقافة
الأثنين 4/8/2008
آنا عزيز الخضر

من المعروف أن النشاط المسرحي منذ بداياته التاريخية الأولى مروراً بتطورات مدارسه وأساليبه المسرحية وعلى اختلاف الثقافات الإنسانية قديماً وحديثاً يركز على المحتوى الإنساني والمقولة التي تدور حول الإنسان وحول علاقته قيمه وسماته وظروفه

من هنا لم يكن مستهجناً استخدام عرض عدو الشعب ليس إلا كعرض مسرحي ضمن احتفالية دمشق كعاصمة للثقافة العربية لنص عمره أكثر من مئة عام وقد حقق اتساقية فكرية اجتماعية وفنية في طرحه لقضية النفاق لم يأت من فراغ بل استند على حاجة الناس ومصلحتها , وبغض النظر عن توافقنا أو تناقضنا مع الحالة إلا أن الواقعي عند هنريك إبسن مؤسس الاتجاه الواقعي الأول فكل شخصيات العرض تغير مواقفها ببساطة من الدكتور ستوكمان بعد أن ساندته بداية عند اكتشافه التلوث الحاصل في المياه الصحية التي أصبحت مصدر أمراض في تلك المنطقة فالدكتور قام بدوره الريادي المطلوب كدكتور من جهة كإنسان يحمل الأمانة والمسؤولية من جهة أخرى وتبرع جميعهم بمن فيهم رئيس تحرير الجريدة لفضح الحالة وبرز الاندفاع عندهم بشكل جميل مبشراً بحالة سليمة الى أن يأتي العمدة ويعلن موقفه كونه مستفيداً بضرورة الصمت عن التلوث مبرراً بأنه يجلب الأموال للمنطقة فتتغير مواقف الشخصيات بشكل دراماتيكي فاضح حيث يظهر الاعلام مدغدغاً مشاعر الناس يردد ما يريده المتنفذون وأصحاب السلطة بدل من يغير القناعات والآراء عبر تعرية الحقائق ومثله كان موقف الجميع بما فيهم الصناعي ومجلس الادارة بما ضم كلهم حكموا بمصالحهم إذ تنزع الأقنعة في تلك المواجهة الجهرية ليتهموا الدكتور دون أي حرج بأنه عدو الشعب وتبدى هنا زيف اجتماعي فضحه العرض وفضح أسبابه حيث الناس تغير من مواقفها وآرائها متعامية عن الحقائق كاشفة في نفس الوقت عن أمراض اجتماعية خلقتها ظروفها وحولت الإنسان الى عبد لحاجته يلاحق أينما ذهبت ليحط تحت جناحيها كما أتى على لسان الدكتور وقتها إذ قال: التلوث فينا وبعقولنا فالجميع يطاردون لقمة العيش وبرغم وجود الزيف والنفاق والخوف كان هناك من يملك مقدرة المواجهة وقول الحقيقة كما تجسد في شخصية الدكتور والابنة والكابتن حيث بددوا سوداوية تلك الحالة التي بدت مطلقة كضرورة لمضمون درامي خاص محوره الاساسي الانقياد الجماعي أم المفردات المسرحية شغلت حيزها مانحة العرض مزيداً من ملامحه المطلوبة كالديكور مثلاً كرسي العمده وسط الفضاء المسرحي بمفرده مبعداً كدلالة على تأثيره وتفرده في الفعل الدرامي ككل ثم مكان اصطفاف الشخصيات المتحولة ومثلها الكثير من الأدوات الأخرى كالاضاءة والموسيقا الجافة الصادمة.‏

الممثلون: تيسير ادريس/ مريم علي/ ادهم مرشد/ غزوان الصفدي/ لينا أحمد/ سعد الغفري إياد أبو الشامات/ غسان سلمان/ ياسر عبد اللطيف/ النص : ابسن/ واخراج / ياسر عبد اللطيف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية