المعيلات الوحيدات لأسرهن ,ناهيك عن قيود العادات والتقاليد التي تمنعها من عدة أعمال بمقدورها ممارستها لكنها وقفت بوجهها إلى جانب حصار الفقر الذي اوجع غالبية أبناء المجتمع .
ورغم ذلك لم تستسلم وهي تربي وتعلم أولادها وتعمل في منزلها وخارجه تعمل داخل القهوة وفي المطعم وأيضا بائعة في سوبر ماركت و محلات الألبسة التي كانت فقط تقتصر على الذكور حصرا , ونجد الكثير من المهن التي بدأت تمتهنها ليس من الضروري أن تليق بأنوثتها ولكن الحياة دفعتها الى مثل هذا العمل دون أن يكون هناك أي خيار آخر لها طالما الحياة غدت صعبة جدا .
ولن ننسى ارتفاع الأسعار وغلاء المواد كافة ما جعل الحياة أكثر من قاسية على الرجل والمرأة والأسرة بشكل عام ,لكنها بقيت مستمرة بتحملها الصعاب و بقدرتها الفائقة بإبداعها واتقانها في عملها داخل منزلها على أكمل وجه وأيضا بعملها الوظيفي المتعارف عليه والذي تشارك فيه المرأة بنسبة عالية ، ومع ذلك يحاول البعض وضعهن في تصنيف اجتماعي متدن أحيانا إلا أنهن وتحت سياط العوز وارتفاع معدلات فقرهن ونسب الطلاق التي كثرت ما بعد الأزمة والتفكك الأسري لم يكترثن لذلك كله بل على العكس مضين قدما الى الأمام .
وهكذا بدأت المرأة تتوجه الى العمل وبقرارة نفسها تعرف أن هذا العمل هو ليس لها لكنه الوحيد الذي يدفعها الى العيش بكرامة بعيدا عن مد يدها الى الآخرين, معتبرة أن الحياة هي من قسمت لها هذا الأمر و لكل أبناء البلد بعد هذه الحرب الظالمة .التي أفقدت الكثير من النساء إخوتهن وأزواجهن وأولادهن .
أم أحمد امرأة بمقتبل العمر فقدت زوجها خلال الحرب وعندها 4 أولاد تقول: إن الحياة أصبحت صعبة ولم أعد قادرة على تلبية كامل متطلبات أولادي وخاصة بعد فقدان والدهم لذلك بدأت البحث عن عمل أيا كان ,الى أن وجدت هذه القهوة الصغيرة التي لا تحتاج مني الى مواصلات كثيرة لكي أصل اليها وبدأت بتقديم الشاي والقهوة للزبائن والراتب الذي أحصل عليه جيد يساعدني في مصروف البيت .
بدأنا نراها وراء المقود في السيارة الصفراء التي تتجول شوارع المدينة تعمل بتوصيلهم الى أي مكان يريدون مثلا هذه المهنة من قبل قليل ان تمارسها امرأة لكنها اليوم غدت أمرا طبيعيا ونجدها تمارسها بشكل طبيعي وتنقل الركاب وتذهب وتأتي بسيارة الأجرة التي تعمل عليها أمام الجميع على الرغم من بعض السخريات في البداية إلا أنها اليوم عملها كسائق تكسي غدا واقعا وحقيقة .
أمراض اجتماعية
نيرمين محمد الاختصاصية في قسم علم الاجتماع : تؤكد أنه لابد من إعادة النظر في الكثير من الأمراض الاجتماعية ومن بينها النظرة الدونية لبعض المهن التي بدأت المرأة تمارسها لكسب لقمة عيشها لذلك إن اقتحام المرأة لمهن غير تقليدية أصبح أمرا طبيعيا وعمد بشكل تدريجي الى تغير نظرة المجتمع لها وبدأ الجميع يشيد ويعترف بقدرة المرأة على العمل في كافة المجالات دون مضايقتها أو التهكم عليها.
وتبين محمد أن مرحلة تقسيم المهن حسب الجنس قد مضى , وعلينا جميعا أن ندعم المرأة التي تعمل من أجل الحصول على حياة كريمة لها ولأسرتها لا أن نكون نحن والقدر ضدها فتحية الى كل سيدة تعمل بجد وشرف من أجل تأمين حياة كريمة لها ولأسرتها.