إلا أن الوقائع على الأرض تشير إلى أنه لم يحقق المرجو منه ولم ينجح في إطلاق حوار جدّي ودائم وهذا ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إن المؤتمر كان مفيداً جدّاً، لكن من الواضح أنّنا لم ننجح حتّى الآن في إطلاق حوار جدّي ودائم بين خليفة حفتر وفايز السراج، وكانت قد أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن متزعم ميليشيا الوفاق، واللواء المتقاعد خليفة حفتر، لم يلتقيا في مؤتمر برلين ولم يكونا جزءاً منه.
من جهته زعم وزير الخارجية الألماني هايكوماس أن المؤتمر تمكّن من تحقيق الأهداف التي وضعت أمامه، مشيراً إلى أنه من المقرر عقد المؤتمر المقبل حول ليبيا على مستوى وزراء الخارجية في أوائل شباط المقبل.
وبشأن احتمال نشر قوات أوروبية في ليبيا لم يستبعد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أي خيار فيما يتعلق بدعم الاتحاد لوقف إطلاق النار في ليبيا.
وقال بوريل: إن وقف إطلاق النار يحتاج إلى من يراقبه ويديره.
وكان رئيس وزراء إيطاليا «جوزيبي كونتي»، ادّعى عقب انتهاء مؤتمر برلين بشأن التسوية في ليبيا أن بلاده مستعدة للقيام بدور في مراقبة اتفاق لوقف إطلاق النار في ليبيا.
مراقبون للشأن الليبي رأوا بأن أغلب الذين شاركوا في مؤتمر برلين كانوا ومازالوا من أهم أسباب الدمار والكوارث والمصائب التي حلّت وتحلّ بالشعب الليبي، فهم الذين استخدموا القوة العسكرية في ليبيا، كما فعل الناتو، خلافاً للقوانين الدولية، ودمّروا جيشها وزرعوا فيها الفوضى وهم اليوم على مشارف تقسيمها.
وأشار المراقبون إلى أن ليبيا لن تخرج من أزمتها سالمة، دون أن يوحد الليبيون صفوفهم ويرفضوا تدخل القوى الجنبية في شؤونهم الداخلية وعلى رأسهم النظام التركي الذي دخل الساحة الليبية بحثا عن مصالحه ولتمرير أطماعه بالتعاون مع ميليشيا الوفاق المنضوية تحت عباءته وكل ما يقال غير هذا هو كذب وخداع.
وسط هذه المعطيات التي تشير بأصابع الاتهام إلى الدور الأوروبي المشبوه والدور التركي بتأزيم الوضع في ليبيا، يواصل المأزوم أردوغان التسويق لأكاذيبه بشأن ليبيا والتي كان آخرها إعلانه المزعوم بأن تركيا لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن، وإنما أرسلت مستشارين ومدربين فقط.
وتبجّح بالقول إن عدم توقيع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر على وثيقة الهدنة له معان، مدعياً أنه في حال تم الالتزام بوقف إطلاق النار في ليبيا، سيكون الطريق ممهداً أمام الحل السياسي».
ومن المثير للسخرية قوله بأن الخطوات التي اتخذتها بلاده بشأن ليبيا حققت توازناً في المسار السياسي وسيواصل دعم هذا المسار في الميدان وعبر المباحثات.