إنما كانت بتواقيع أربعة أميركيين لم يحصلوا على شارة ( حمامة السلام) وهم: جورج شولتز وزير الخارجية الأميركي في عهد جورج بوش الأب, وليم بيري وزير الدفاع في عهد بيل كلينتون, هنري كيسنجر المستشار الخاص ثم وزير للخارجية في عهد ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد, وأخيراً سام نان سيناتور متخصص في مسائل الأمن, ماذا قالوا?!.
إن استراتيجية الردع النووي المعتمدة على تهديد القمع الواسع هي (سياسة متروكة في عالم اليوم, سابقاً تحالفت الولايات المتحدة وروسيا لمحاربة الإرهاب ولم تعودا تنظران لبعضهما بعد نظرة عداوة).
وهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها هؤلاء المسؤولون السابقون في السياسة الأميركية نداء لتخفيض مالم نقل لتلاشي الأسلحة النووية.
قبل عام من اليوم, تلقى هؤلاء الساسة الأربعة دعم ميخائيل غورباتشوف, كان يذكر رئيس الاتحاد السوفييتي السابق أنه في أول لقاء له ب رونالد ريغن في ريكجافيك عام 1986 أثار معه مسألة تدمير ترسانتهما النووية.
قد تدهشنا رؤية رجال دولة استخدموا مذهب الردع في مسألة منطقية محضة- المقصود السيد كيسنجر- يعترفون اليوم أن التخصيب النووي جعل مسألة الردع ( أقل فعالية وأكثر إشكالية) وهذا ليس السبب الوحيد لموقفهم, فلقد قال السيد كيسنجر منذ زمان إن مصداقية الردع ترتكز على يقينية, يقينية هشة كفاية بحيث في حال صمم رئيس الولايات المتحدة كبس الزر الأحمر سيعرض حياة الملايين للموت في بلده.
روبيرت كك صاحب نظرية التدمير المتبادل الأكيد- تنكر لمذهبه الذي كان قد طوره حين كان وزير دفاع الرئيس كينيدي.
يعتبر التخصيب النووي محرضاً قوياً للتفكير بالمخاطر التي يمكن أن يسببها لسبب كثرة الدول التي أصبحت تمتلك هذه التقنية.
دون شك كان محقاً نيكولا ساركوزي حين رفض إقصاء دول الجنوب .
على سبيل المثال الدول العربية- عن مصدر الطاقة الحديثة.
لكن لايمكننا أن نقضي (بقفا يدنا) على المخاطر المتلازمة مع هذا الانبثاث- فلقد انقسمت آراء المتخصصين حول إمكانية التحول بسهولة من السلاح النووي المدني إلى إنتاج القنبلة بحال تطورت التجهيزات المسماة ب (مزدوجة الاستخدام) فمشاركة فرنسا ببرامج نووية مدنية مع دول نامية قد تلطف الأمور.
تعتبر معاهدة عدم التخصيب النووي (TNP) وبروتوكولاته الإضافية أساسية, ويدعو كاتبو مقالة صحيفة وول ستريت لتقوية هذه المعاهدة بوضع نظام دولي يوقف المخاطر المرافقة للدائرة النووية القابلة للاشتعال بما في ذلك تخصيب اليورانيوم ومعالجة النفايات النووية.
تشمل معاهدة عدم التخصيب النووي بنداً اعترفت به الدول النووية الخمس الرسمية ولم تحترمه أي منهن: وهو تقليص حاسم لترسانتها الخاصة في خطوة تمهيدية منها لتدميرها.
(ملاحظة نشر تقرير في 22 كانون الثاني الحالي يقول إن خمسة رؤساء أركان سابقين من دول الناتو يناقضون المعاهدة ويطالبون في الوقت الحالي بضربات نووية احتياطية).