والتي خطت تاريخاً مشرفاً في كتاب المجد العربي أثلج صدور الملايين من العرب على امتداد الوطن العربي من الخليج إلى المحيط, فلم يبق لجيش الاحتلال الأميركي ومن جاء معه سوى الإعلان عن الهزيمة النكراء وخسارة الحرب على جميع مستوياتها العسكرية والإعلامية وحتى الاقتصادية, فقد كان العام 2007 هو الأكثر دموية للجيش الأميركي, فقد بلغ عدد القتلى في العام 2007 أكثر من 870 جندياً ليصل مجمل قتلى القوات المحتلة إلى 3873 الأمر الذي يكشف أكاذيب الإدارة الأميركية ورغم إنكار إدارة الرئيس بوش لتلك الأرقام, فالحقيقة أن الأرقام المعلنة مشكوك في صحتها أساساً حيث تتحدث تقارير مصدرها المقاومة العراقية عن 35878 قتيلاً أميركياً منذ بداية الحرب على العراق.
هذا ما قد يتفق ولو بشكل جزئي مع ما أشار إليه الصحفي الأميركي براين هارينج في مقال له في آب 2006 حيث أكد وقتها سقوط ما لا يقل عن 12 ألف جندي أميركي قتلى على أرض العراق فضلاً عن إصابة 26 ألفاً آخرين وهذا الفشل دفع ببوش إلى تعديل استراتيجياته وكلما فشلت واحدة استعاض عنها بأخرى وقد عمل على زيادة قواته في العراق بدعمها بأكثر من 30 ألف جندي إضافي, وقد عمدت قوات الاحتلال إلى تحسين عملية تصفيح عرباتها الهمفي وذلك لتفادي العبوات الناسفة التي طورتها المقاومة العراقية بغية التقليل من الخسائر.
ولأن الحرب لم تعد تقتصر على مفهومها العسكري وحسب فقد حاول الاحتلال الأميركي منذ اليوم الأول بث الفرقة بين العراقيين وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية.
إلا أن الحس القومي العروبي المعروف بمقاومته المحتل الأميركي قد أفشل خطط هذا الأميركي وهذا من أهم الانتصارات التي استطاعت المقاومة العراقية بمواجهتها قوات الاحتلال مجتمعة.
وجاء الإعلان عن توحيد معظم فصائل المقاومة العراقية ليشكل صفعة قوية في وجه قوات الاحتلال.
وإذا ما أخذنا في الاعتبار أنه مقابل التوحد الميمون لفصائل المقاومة العراقية الباسلة فقد تفتت القوى التي تشكل تحالف الشر الدولي لاحتلال العراق تاركة زعيم البيت الأبيض يواجه مصيراً مجهولاً في بلاد الرافدين فقد انسحبت معظم القوات المتحالفة مع الإدارة الأميركية في احتلال العراق.
وبخلاف سقوط معظم حلفاء جورج بوش الأوروبيين بدءاً من أزنار في اسبانيا مروراً ببرلسكوني الايطالي وصولاً إلى بلير البريطاني, فقد أدت ضربات المقاومة إلى هزيمة الحزب الجمهوري الحاكم في واشنطن وخسارته أمام الديمقراطيين في الكونغرس فضلاً عن سقوط مقربي بوش ومستشاريه ابتداء بدوغلاس فيث وسكوت ليبي وريتشارد بيرل ودونالد رامسفيلد وجون بولتن وبول وولفوتيز وبورتر جروس مدير وكالة المخابرات المركزية الذي كان من أهم المشاركين ببلورة الحرب على العراق.
أما على الصعيد الاقتصادي, فالبرغم من أطماع وأوهام بوش بالسيطرة على نفط العراق وتحقيق مكاسب اقتصادية عملاقة إلا أن هذا لم يتحقق البتة, فمع توالي ضربات المقاومة وارتفاع حجم الخسائر الأميركية, قدر تقرير أميركي أن كلفة الحرب على العراق تقدر بنحو 500 ألف دولار في الدقيقة الواحدة فيما يقدر مكتب الاحصاء القومي الأميركي أن تلك الحرب كانت سبباً في ارتفاع معدلات الفقر داخل أميركا بحيث أصبح 36.5 مليون شخص هم فقراء رسمياً.
في حين أكد تقرير بعنوان (الصدمة والرعب يقربان الوطن) أعدته المؤسسة الأميركية (أطباء من أجل مسؤولية اجتماعية) أن كلفة علاج الجنود الأميركيين تفوق نفقات الحرب بالعراق وقد وصل عدد المصابين من جنود الاحتلال إلى 50 ألف مصاب.
إعلاميا حققت المقاومة العراقية انتصارات متتالية حيث وجهت ضربة قاضية للإعلام الأميركي الزائف وأفقدته مصداقيته وأظهرت حقيقة ما يتعرض له جيش الاحتلال في العراق من أهوال ما دفع بالشعب الأميركي أن يتساءل أي نصر يتحدث عنه بوش ونحن نرى الجنود يحترقون داخل عرباتهم المدرعة وطائراتنا تتساقط.
وفي مقابل بداية أفول النجم الأوحد والاستكبار الأميركي في العالم وتأكيدات بانهيار الامبراطورية الأميركية على خلفية المستنقع العراقي, أصبحت المقاومة تعتبر جزءاً مهما من حركة المقاومة والممانعة للمشاريع الأميركية (الشرق أوسطية), والتي تشير تقارير إخبارية إلى تنامي التيارات الممانعة للسياسات الأميركية في المنطقة وعلى مستوى العالم, ورغم كل هذا لا يزال بوش يتحدث عن أوهام النصر المزعومة.