وتساعد المواليد الجدد الذين مروا بصعوبات أثناء ولادتهم مما أدى إلى حرمانهم من الاوكسجين وتعرضهم لتلف دماغي وأيضاً تحسن أداء الرياضيين الطامحين للفوز والتألق .
الأطباء في مشفى بريستول في بريطانيا اعتمدوا على فكرة أن الانسان القديم عاش بالعراء وتمكن من البقاء بالرغم من برودة الطقس , ولم ينسوا أن أجسامنا حساسة جداً لانخفاض الحرارة , فأي انخفاض لبضع درجات يقود إلى الموت , ولكي يبقى الجسد حياً بالرغم من مخاطر درجات الحرارة المنخفضة أدخل الجسد في حالة التحضير بإغلاق كل العمليات البيولوجية غير الضرورية , مما يعني إبطاء الأيض: وهو مجموعة العمليات المتصلة ببناء البروتو بلازما ودثورها , وخاصة التغيرات الكيميائية في الخلايا الحية التي بها تؤمن الطاقة الضرورية للعمليات والنشاطات الحيوية التي تمثل بها المواد الجديدة للتعويض عن المندثر منها , لإيصال الجسد إلى أقل حد لإبقائه حياً مما يسمح لكل خلية في الجسد العيش بأقل قدر ممكن من الاوكسجين .
كيف يمكن لهذه الطريقة معالجة الصدمات القلبية والدماغية ?
في الحالة العادية , التلف الدماغي يترافق مع الصدمات القلبية والدماغية عندما تحرم خلايا الدماغ من الاوكسجين ثم تموت , فالخلايا الميتة التي تزداد بسرعة ترسل رسالة كيميائية إلى كل خلايا الدماغ الاخرى , وتأمرها بالإتلاف الذاتي .
إنهاء رسالة الإتلاف الذاتي تتم من خلال عملية التبريد القصوى لخلايا الدماغ ومن ثم تعاد درجة الحرارة بشكل تدريجي .
أدرك الأطباء بعد عدة تجارب أن إعطاء المرضى الأوكسجين بينما هم عرضة لدرجات الحرارة المنخفضة سيعمل على إيقاف موت الخلايا , وأهم شيء في العملية هذه برمتها يكمن في الإسراع بالتبريد بعد التعرض مباشرة للسكتة القلبية أو الدماغية .
أدخلت هذه التقنية إلى العديد من المشافي في بريطانيا وتتم بإعطاء المرضى عن طريق الوريد إلى ما يزيد عن 3 ليترات من محلول مالح وبارد إضافة إلى التبريد الخارجي بواسطة حشيات معبأة بهواء بارد جداً ومعه قطع من الثلج .
بالطبع الأطباء يقدمون للمرضى أدوية تمنع شلل العضلات والرجفان ويراقبون حالتهم بحذر حينها لن يعانوا من أية آثار جانبية نتيجة انخفاض درجة الحرارة.
وأما بالنسبة للرياضيين فقد أجرى العلماء في جامعتي موستردودورتموند في ألمانيا اختباراً على 50 رياضياً وضعوا في حجرة وصلت درجة حرارتها إلى 120 تحت الصفر لمدة دقيقتين ونصف كل يوم لفترة ستة أشهر مستمرة . الرياضيون أظهروا تطوراً ملحوظاً في إنجازاتهم لأن عمليات الأيض تصبح بطيئة في البرد الشديد مما يقلل من كمية الاوكسجين التي تستخدمها الخلايا , وتعمل العضلات بفاعلية أكبر , وعندما يوفر الاوكسجين مرة أخرى تزداد قدرة العضلات على التحمل , ولكن الاطباء حذروا من وضع الثلج أو الماد البارد مباشرة على الجلد لأن ذلك سيعرضهم لجروح في العضلات .