تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نافذة برلمانية..اجتماع بروكسل ..

آراء
الأربعاء 6/2/2008
سليم عبود

الوفد البرلماني السوري إلى أعمال لجنة الشؤون السياسية للجمعية البرلمانية الأوروبية المتوسطية يومي 28- 29/2008 في بروكسل,

قدم أداء رائعاً في عديد من المداخلات الناجحة في مواضيع الإرهاب والحصار على غزة والصراع العربي الإسرائيلي, وتجلى نجاح أداء الوفد بالنتائج التي تضمنها البيان الختامي وتضمنتها التوصيات..‏

بحسب رأي كل من الزميل سليمان حداد رئيس اللجنة السياسية, ورئيس الوفد وسفير سورية في بروكسل الدكتور محمد أيمن سوسان الذي حضر الجلسات كلها: (إن ما أنجز في هذا الملتقى من حوار ونتائج هو الأكثر نجاحاً طوال اجتماعات هذه اللجنة على مدى سنوات).‏

وتنظر سورية إلى هذه اللجنة باهتمام كبير كونها الأكثر أهمية من بقية اللجان الأخرى التي تضمها الجمعية البرلمانية الأوروبية المتوسطية.‏

المواضيع التي جرى الحوار حولها (الإرهاب, ومجريات الأحداث في الشرق الأوسط, وتطورات الأوضاع في غزة).. بالتأكيد.. هي المواضيع الأكثر أهمية في المرحلة الراهنة من تاريخنا العربي المعاصر, حيث ينظر الغرب إلى العرب والمسلمين كإرهابيين وقتلة يحاولون الإمساك بحركة التاريخ لإعادتها إلى الوراء باتجاه الأزمنة القديمة المعتمة.‏

وتقف وراء هذا التأجيج وسائل الإعلام المتصهينة وإسرائيل.. وقد بدا ذلك واضحاً في مداخلة المندوب الإسرائيلي الذي وصف ما يجري في غزة, بأنه صراع ليس بين إسرائيل والفلسطينيين وإنما هو بين الفلسطينيين والفلسطينيين وبين الفلسطينيين والعرب, مع عرض مسهب عن الديمقراطية في إسرائيل ورغبة بلاده في السلام, مع تلفيق واضح وفاضح يهشم الحقائق التاريخية وحقائق الصراع العربي الإسرائيلي.‏

تحدث رئيس الوفد السوري سليمان حداد وهو الرجل المخضرم في العمل الدبلوماسي والبرلماني, وتحدث أعضاء الوفد السوري الذي ضمني مع الزملاء محمد أسامة برهان, فياض الشيخ, صفوان قربي, بالشواهد والأدلة الموثقة عن الإرهاب الإسرائيلي, قيام إسرائيل باغتيال قادة المنظمات الفلسطينية وباحتلال بيروت عام ,1982 وبالاعتداء على الدول العربية المجاورة عام 1967 ورفضها الانسحاب من هذه الأراضي, وتوسيع المستوطنات واغتصاب القدس, والتلويح الدائم بالحرب, وقتل الفلسطينيين بالرصاص والحصار لتفريغ الأرض لصالح اليهود القادمين إلى فلسطين ليحلوا مكان أهلها.‏

أقتطف بعضاً مما جاء في مداخلة قدمتها في هذا الملتقى:‏

(إن ما تبثه وسائل الإعلام من مشاهد مروعة عما يجري في غزة هو قليل مما يجري من أفعال الإجرام الإسرائيلي, إن هذه المشاهد الوحشية توقظ ذاكرة العالم الحر بصور الإجرام التي مارسها الإرهابيون طوال التاريخ).‏

ما يجري في غزة.. هو الحلقة الأحدث في مسلسل إرهابي تمارسه إسرائيل على العرب منذ قيامها, إنه محاولة لتدمير الحياة (بشر وشجر ومياه) في هذا الركن من الأرض الفلسطينية.‏

إسرائيل تقود المنطقة إلى الحرب, وهي تخطئ إن ظنت باستطاعتها أن تفسح لها مكاناً في المنطقة بقوة القتل والتدمير وبقوة ترسانتها العسكرية, التاريخ يؤكد أن كل الذين اعتمدوا لغة الإرهاب والقتل والاحتلال انتهوا في التاريخ, وحدها الشعوب التي تدافع عن أرضها وكرامتها, ظلت باقية.‏

إسرائيل لا تريد السلام, ولو كانت تريد السلام حقاً, لأعلنت موافقتها على المبادرة العربية التي أقرت في بيروت عام ,2002 إسرائيل ردت على هذه المبادرة في اليوم الثاني بهجوم إجرامي واسع شمل كل المدن الفلسطينية, تقتل وتدمر وتجرف الأراضي وتعتقل, وما زال الهجوم مستمراً إلى الآن, وكذلك ردت على مؤتمر أنابوليس بالهجوم على مدن الضفة وقطاع غزة وببناء المستوطنات وبالتأكيد على يهودية الدولة ويهودية القدس للتمهيد لطرد الفلسطينيين.‏

عندما تتحدث إسرائيل عن السلام تستخف بعقولنا وتستخف بالرأي العام العالمي, في هذا الملتقى نحتاج إلى تعريف حقيقي للإرهاب, وإلى آلية تؤطر العلاقة بين الرؤية للإرهاب وما يجري على الأرض في المدن الفلسطينية, نحن نتمنى أن يكون المتوسط بحر سلام تنعم الدول المحيطة به بالأمن والازدهار, وحدها إسرائيل من تعكر هدوء هذا البحر, وتعوق تقدم شعوبه.‏

باختصار يمكن القول إن أغلب أعضاء الوفود كانوا متفهمين وجهة النظر التي طرحها الوفد السوري حول مجمل المواضيع, وقد أعرب كثيرون منهم عن استحسانه وعن تفهمه لما طرحه الوفد السوري, وتجلى هذا الاستحسان والتأييد في البيان الختامي.‏

وبالرغم من كل هذا الدم الفلسطيني الحار الذي ينزف في غزة وفي المدن الفلسطينية بفعل الإجرام الإسرائيلي, وبالرغم من المواجهة الحادة التي واجهت المندوب الإسرائيلي, وإحساسه أنه في وسط قاعة تدينة وتدين أعمال إسرائيل بقوة.. كانت المفارقة المؤلمة.. إن بعض أعضاء الوفود العربية بالرغم من تنديدهم بالأعمال الإجرامية الإسرائيلية, كانوا إن التقوا المندوب الإسرائيلي قاموا بمصافحته, وبعضهم جلس معه حول طاولة واحدة لتناول الطعام داخل المبنى الأوروبي المتوسطي.. هل تعلمون ما الذي خطر في بالي آنذاك وأنا في أشد الألم.. عبارة الدكتور توفيق البجيرمي.. ولعلكم تذكرونها: (تصور يا رعاك الله).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية