أما أن يقتنص بعض الرجال هذه الصنعة أو المهنة ففيها بعض الاستغراب....إذ لم يكن يوماً هذا الأمر من هوايات الرجل واهتماماته إلا فيما ندر وما أثارني لكتابة هذه السطور وجود مجموعة من الشباب والرجال متوسطي العمر يجلسون في مكان عام ويستمعون بإنصات لافت لشخص يكبرهم جميعاً بالعمر ويقرأ الفنجان لكل واحد منهم بدوره.
والسؤال هنا هل يقرأ الرجال الفنجان حقاً?... ولماذا... وما الهدف وهل نظرته للخطوط وتفسيرها قريبة من نظرة نصفه الآخر?!
في هذه المادة حاولنا الاقتراب بعض الشيء ممن لديهم هذه الرغبة فما المبررات..?
تذوق الخطوط
غسان: فنان ورسام رغبته في الاطلاع على الفنجان بدأت عندما تذوق معنى ومغزى الرسم الكاريكاتيري وما يسمى بعلم النفس (الإيحاء).. بمعنى كيفما حركت الفنجان يتغير عليك الشكل والمعنى المختلف.
وبرأي غسان ليس الهدف من ذلك الاطلاع على ما سيتم في المستقبل وإنما قناعته بأنه كلما تكرر قلب الفنجان سيعطي أشكالاً غير منتهية, لافتا بالقول لو كان هناك باحث أو مبدع يريد أن يستقي رسومات وأشكال تتعلق بأي من الفنون كالتطريز وتزيين الجدران لساعده الفنجان على ذلك كما الطبيعة.
فقط للمتعة
مجد: موظف يتعاطى الفنجان من باب المتعة في قراءته عندما يولد له الأمل فيما هو آت من الأيام.. إلا أن قناعته بالأساس أنه لا يصح إلا الصحيح.. والمكتوب لا يقدره أحد إلا الخالق عزّ وجل.
ضرب من الشعوذة
أما بتصور الشاب محمود (جامعي) فإن قراءة الفنجان ضرب من ضروب الشعوذة.. لكنّ القارىء الحاذق يعطي بعض الدلائل لصاحب الفنجان من خلال بعض هموم الإنسان في الحياة.. ولكل صاحب فنجان مقروء حالة حياتية يحب من صاحب الفنجان أن يتحدث حولها, مثال ذلك إن كان صاحب الفنجان المقروء شاباً في ريعان العمر.. عازباً تراه يتطلع إلى مستقبل /ما/ زواج, رفاهية, حياة, فيبدأ القارىء بالإشارة إلى هذه الأمور وتأخذ بالتالي صاحب الفنجان النشوة نحو مصداقية القارىء.
وقال: علينا أن نعترف بأن ما يتجسد حقيقة في قراءة الفنجان هو محض الصدفة أكثر مما هو واقع... ومع ذلك لا تخلو قراءة الفنجان من بصمة فردية للقارىء, من خلال شعوره الخاص أو حالته النفسية يعطي لصاحب الفنجان آمالاً يراها هو.
الإحساس بالحركة
فيما محمد صاحب محل يعتقد بأن قراءة الرجل للفنجان غالباً ما تكون ذات مدلولات علمية ونفسية يغلب عليها طابع الإحساس أيا كان, معزيا ذلك بأنه مجرد حركة الفنجان ووضعه مقلوباً في الصحن هو ناجم عن اهتزاز عصبي, عضلي قد تجسد الحالة النفسية للشخص المعني, مثال ذلك ربما الشخص الذي يعيش حالة عصبية وغضباً تكون خطوط الفنجان المرسومة متشابكة ومعقدة كحالته إذا ما ظهرت قطعة سوداء في قعر الفنجان أو خطوط السواد ظاهرة بشكل جلي على حساب البياض هكذا كما يعتقد وكأنها قدر محتوم يؤكد حالته المزاجية.
إشارات تفاؤل.. أم تشاؤم
أما الشاب لؤي فينظر إلى الفنجان في حالات خاصة جداً ويفسرها بحسب قدرته على الاستقراء والتنبؤ بمعرفة ملامح هذا الشخص أو ذاك فهو عندما يرى طيراً يدله على السعادة, فيما علامات الجمل تدل على الوفاة أو الرحيل... وشكل العقرب يدل على شخص مؤذٍ ويجب الحذر منه. أما شكل السيارة والطيارة فهي إشارات تجديد وسعادة, وعتبة الباب هي استقرار... وهكذا تطول التفسيرات برأيه.
اعتراف... المرأة?
وأخيراً يمكن القول إن معظم من حاورناهم في هذا المجال أكدوا واعترفوا بأن هناك نساء امتهن قراءة الفنجان عن علم ودراسة وكتب.. وغالباً ما تكون قراءة الفنجان من قبل المرأة الممتهنة فيها نوع من المصداقية أكثر من الرجل حسب رأيهم.
وهكذا تبقى قراءة الفنجان كما الأبراج, ناس قد يناسبها الطالع وآخرون عكس ذلك.