تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بلا رقابة صحية وثقافية.. ألعاب الأطفال الصينية والغربية تغزو أسواقنا..

أسواق
الأربعاء 6/2/2008
وعد محمد ديب

تنتشر في أسواقنا المحلية لعب الأطفال بأشكال وأحجام وألوان عديدة عرضت في مراكز تجارية - محلات متفرقة - وحتى على البسطات والشوارع, من خلال جولة على هذه المحلات والسؤال عن مصدرها تبين أنه لا وجود للتصنيع المحلي.. وأن معظم هذه الألعاب تستورد من الصين وتدخل إلى الأسواق دون رقابة تذكر.. كما أن أغلبها لا ينمي مدارك الأطفال.. التعليمية.

ناهيك عن أسعارها الكاوية وتفاوتها بين منطقة وأخرى فسعر اللعبة نفسها الموجودة في المحل الراقي تختلف عن سعر ألعاب البسطات من 50- 150 ل.س مع أن سعرها من بلد الاستيراد أقل من ذلك بكثير.‏

الصناعة المحلية.. غائبة‏

يقول فيصل منعم تاجر ألعاب في سوق الحميدية إنه سابقاً كانت الألعاب المتوفرة كصناعة وطنية, أما الآن فكل الألعاب الموجودة في الأسواق بدءاً من الألعاب المصنوعة من البلاستيك الخفيف بسعر 10 ل.س وما فوق حتى 2000 ل.س كلها صناعة صينية.. ورداً على سؤال لماذا لا نصنع الألعاب محلياً?‏

أجاب: أهم ما تحتاجه الصناعة سوق للتصريف وإمكانات مادية كبيرة, والألعاب دائماً تحتاج إلى تطوير هذا يرافقه قوالب جديدة وهي مكلفة جداً.. وهو ما نفتقده في بلدنا.. (وما دام كل شيء يأتينا جاهزاً فلماذا نتكلف) فالصين تستطيع تصدير منتجاتها إلى كل دول العالم.‏

وعن أسعار الألعاب الموجودة قال: (الألعاب المصنوعة من القماش أسعارها أرخص كونها لا تحتاج لقوالب فصناعاتها يدوية خفيفة ك (الدببة), وبالنسبة للسوق ينشط في مواسم الأعياد والمناسبات حيث يرتفع ثمن اللعبة وهي فرصة للتجار قبل أن يبرد السوق من جديد‏

.. وحتى الصيدليات‏

ومن جانب آخر تنتشر في الصيدليات ظاهرة بيع الألعاب حيث يظن أغلب الناس أن شراءها من الصيدلية أفضل من حيث النوعية الجيدة والتعقيم ولكن الصيدلاني جهاد.ش ينفي ذلك قائلاً:‏

في الحقيقة لا توجد رقابة على ألعاب الأطفال التي تباع بالصيدليات, إنما تسوق فيها بقصد الربح لا أكثر ولا أقل.. حتى في مسألة (عضاضة الأطفال) ذات الأشكال المختلفة المصنعة من البلاستيك يبيعها الصيدلي مفضلاً إياها على الماركة ذات النوعية الجيدة لأنها ذات سعر أرخص وألوانها مرغوبة عند الطفل أكثر.‏

العولمة وأطفالنا‏

السلسلة الأخرى لبيع ألعاب الأطفال في المراكز الرئيسية الكبيرة, والتي تلعب الدعاية والتسويق الجانب المهم فيها, قلما تجد لعبة هادفة تعليمية وكلها أسعار خيالية.. حيث أصبح هناك غوربة للطفل العربي, فأصبح طفلنا لا يعرف سوى (سبيدر مان - بيكومون - نينجا تيلتز) وحتى الفتيات يفضلن (باربي وفلة الغربية وبراتس) ويتعلقن بكل نوع جديد يظهر من خلال الإعلان, ويطلبون من الأهل شراءها بغض النظر إلى ما ترمي إليه اللعبة من أهداف كون تصنيعها من قبل شركات أجنبية, وخصوصاً في زمننا الذي أصبحنا فيه نفتقد دور الأهل في توجيه أطفالهم للعب بألعاب تثقيفية في ظل ضغط أعباء الحياة اليومية.‏

وهذا الجانب له شق آخر ويعتبر أحد مقاييس الطبقات في مجتمعنا.. فالغني يشتري لأولاده كل ما يطلبونه من ألعاب الكترونية وغيرها.‏

أما الفقير فهو إن استطاع شراء ألعاب فهي على الأغلب ألعاب بسيطة ومصنعة من مواد بلاستيكية ضارة غالباً والتي قد تسبب الغباء للأطفال.‏

وتجدر الإشارة إلى أنه مع انتشار أجهزة الألعاب الالكترونية ك (بلاي ستيشن - غيم بوي.. وغيرها) فهذه أيضاً لها مخاطر أنها تكرس الثقافة الغربية لدى الأطفال ويجب الحذر منها.‏

وأخيراً: لماذا لا نطور لعبة هادفة ك (لعبة كركوز وعيواظ) على سبيل المثال لا الحصر.‏

ألا يجدر بالجهات المعنية أن تأخذ دورها بمراقبة وتحليل هذه الألعاب قبل دخولها إلى أسواقنا.. لأن صحة أطفالنا بخطر..?!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية