ترافقت حركة الكاميرا مع الغناء بإحساس عال امتزج فيه جمال الصوتين المصريين مع قوة الكلمات والألحان وتعابير الوجهين ,ولعل المتعة الكبيرة التي تمكن المطربين من نقلها إلى الناس,لم نعشها مع أية ثنائيات أخرى استضافها برنامج تاراتاتا على قناة دبي,التي تجمع في البرنامج أصوات من أجيال مختلفة ومتفاوتة في قوة الصوت,الأمر الذي يعطي ميزة هامة للبرنامج الذي يجعلنا نعيش مقارنة غير مباشرة بطلها الضيوف.
في حلقته الأخيرة كان الضيف الرئيسي محمد منير,وحلت المطربة أنغام كضيفة شرف حيث قدمت إلى الحلقة لأجل محمد منير كما تقول,وكأن وجوده بمفرده لا يكفي,وتحتاج الحلقة حسب قناعة معدي البرنامج لوجود مطربة لرفع سوية المتابعة الجماهيرية,وربما سوية البرنامج!!وهذه ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها هذا المبدأ,ففي حلقة كاظم الساهر,تم إحضار المطربة اللبنانية نوال الزغبي بناء على طلبه,وكان معدي البرنامج يؤكدون أن ذائقة الناس لا يمكنها أن تتابع أحد المطربين الجادين,ولا بد من إضافة نكهة نسائية ما!
هذا المنطق فيه إدانة للمطرب الضيف من قبل القائمين على البرنامج,من حيث اعتبار أنه لا بد من رفيقة لتكون الحلقة أمتع و نسب المشاهدة أعلى,وبالتالي ربما من هذا المنطق,يجمع القائمين على البرنامج ما بين أجيال فنية عدة,اعتقادا منهم أنهم بذلك يرضون كافة الأذواق.والمشكلة أن هذا المنطق,قابلا للتصديق والإقناع حتى من قبل المطربين أنفسهم الذين يتفاعلون مع تلك الخامات الصوتية المحدودة!
محمد منير وأنغام كانا في الحلقة الأخيرة جنبا إلى جنب مع مطربين مثل زين العمر وهدى حداد وأحمد الحسن, صحيح أن وجود مطربين كبيرين مثل منير وأنغام جعلنا نكتشف مدى ضعف الأصوات المرافقة لهما في الحلقة,ولكن هذا الضعف لم نكن نحتاج لمعرفته إلى حلقة كاملة من تاراتاتا!والمشكلة الأكبر أن تلك الأصوات تخرج من الحلقة وهي لا تعرف حجمها الحقيقي,بل إن وقوفها إلى جانب الأصوات المميزة ربما يجعلها تعتقد أنها بنفس السوية.
حاول بعضهم التعويض عن ضعف صوته إما بتفجير مفاجآت كما فعلت هدى حداد عندما أعلنت أنها اعتذرت عن فيلم عندليب الدقي مع محمد هنيدي لأنه لا يضيف لمسيرتها الفنية,ولأنه لا يحتوي على أغنيات!
أما زين العمر فحاول أن يتفوق بحركاته وبتوليعه للجو,وبمجاملاته الزائفة!!
الضيف المميز محمد منير الذي أكد انه ومنذ بداياته كان حنجرة يوسف شاهين حيث غنى في مختلف أفلامه اليوم السادس,المصير,وهو في ألبومه القادم(طعم البيوت) يحاول الدخول إلى كل بيت,انه بذلك يحاول الوصول لكل الناس لأنهم هم الذي يرفعون المطرب إلى أعلى العروش أو ينزلونه منها!