وقال موسوي للصحفيين أمس: إن إجراء الترويكا الأوروبي سلبي وانفعالي وليس جديدا من الناحية العملية ويأتي من منطلق ضعف، وعلى أوروبا أن تتحمل مسؤولية نتائج هذه الخطوة التي سبق وحذرنا منها سابقا.
وأوضح موسوي أن كل الأطراف أجمعت على أن الولايات المتحدة هي سبب تأزم الوضع واتفقت على ضرورة تعويض إيران، لكن للأسف لم تتمكن الدول الأوروبية من تنفيذ التزاماتها معربا في الوقت نفسه عن ترحيب بلاده بأي إجراء يقوم على نوايا طيبة لإنقاذ الاتفاق النووي.
وأكد موسوي أن طهران مستعدة كما كانت في السابق للعمل بشكل بناء وبحسن نية لأجل الحفاظ على الاتفاق النووي، وأنها تدعم أي مبادرة بناءة للحفاظ عليه، مشيرا إلى أن آلية فض النزاع في الاتفاق النووي بدأت منذ أكثر من عام عبر إرسال إيران رسائل رسمية من قبل وزير الخارجية إلى منسقة اللجنة المشتركة في الاتفاق النوي، لافتا إلى أن إعلان الدول الأوروبية الأخير لا جديد فيه من الناحية العملية.
وقال إنه للأسف وبعد نحو عام، لم تتمكن الدول الأوروبية من إجراء أي خطوات ملموسة وحقيقية للوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي، على الرغم من الوعود التي قدمتها في اجتماعات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي.
وتابع بالقول إنه ووفقا للمادة 36 في الاتفاق النووي، فعلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية آلية حل الخلافات وأرجعت ذلك إلى اللجنة المشاركة التي عقدت عدة اجتماعات للنظر في طلب إيران سواء على مستوى مساعدي وزراء الخارجية أم الوزراء، حيث أجمعت الدول وأكدت على أن السبب الأساسي للوضع الذي وصل إليه الاتفاق هو انسحاب الولايات المتحدة اللاقانوني من الاتفاق، مشيرا إلى أنهم صوتوا على سبل حل للتعويض عن ذلك.
وأكد أنه إذا كانت الدول الأوروبية الثلاث تريد استغلال هذه الآلية في أمور مضرة فإن إيران ستتخذ ردا جادا وحازما على أي إجراء مدمر من قبل أطراف الاتفاق.
وأعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في وقت سابق أمس تفعيل آلية فض النزاع النووي مع إيران وذلك في بيان مشترك زعمت فيه الدول الثلاث أنها أخذت قرارها بحجة عدم احترام إيران لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
من جانبه وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قرار الدول الأوروبية الثلاث ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تفعيل آلية فض النزاع النووي بأنه خطأ استراتيجي سياسي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن ظريف قوله خلال لقائه وزير الدولة للشؤون الخارجية الألماني نيلس آنن في العاصمة الهندية نيودلهي أمس: إن تفعيل آلية فض النزاع النووي لا أساس لها قانونيا وخطأ استراتيجي سياسي.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم خلال اللقاء البحث حول أحدث التطورات المتعلقة بتنفيذ الاتفاق النووي والظروف الإقليمية وخاصة في افغانستان.
وكان ظريف قد اكد ان بريطانيا تشارك في المغامرة الإرهابية الأميركية في المنطقة دون دراسة أو تفكير.
ونقلت وكالة ارنا الايرانية للانباء عن ظريف قوله في تغريدة على تويتر أمس: فشل دبلوماسي.. بريطانيا تتبع النهج الأميركي كالببغاء وتشارك في مغامرتها الإرهابية بالمنطقة دون أي تدقيق، لافتا إلى أن آخر مرة استدرجت فيها بريطانيا إلى فضيحة من قبل أميركا كانت في حرب العراق ولكن ماذا كانت النتيجة.
وشدد ظريف على ضرورة اتباع لندن سلوكا مغايرا وان تعيد للإيرانيين أموالهم التي أقرت في المحاكم.
وفي تغريدة أخرى اشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث المعنية بالاتفاق النووي مع طهران كانت على مدى 20 شهرا خاضعة لاملاءات الولايات المتحدة وتتبع سياسة المحاباة وهذا الموقف لم ولن يحقق أي نتيجة لهذه الدول، داعيا إياها إلى التخلي عن نهج الضغط على الجانب الملتزم في الاتفاق النووي ومحاباة الطرف المتغطرس والعمل عوضا عن ذلك على إنقاذ الاتفاق.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد أعرب في وقت سابق عن استعداده لاستبدال الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بنصّ آخر جديد يريده الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريح يبدو مخالفاً لموقف الخارجية البريطانية.
وقال جونسون لشبكة «بي بي سي»: لنعمل معاً من أجل استبدال الاتفاق النووي باتفاق ترامب، مشيراً إلى أن ذلك سيكون «طريقة جديدة للمضي قدماً حسب ادعائه».
وتبدو هذه التصريحات مخالفة للجهود المبذولة من جانب وزارة الخارجية البريطانية التي تؤكد تمسّكها بالاتفاق.
ودعا ترامب مؤخراً الأوروبيين إلى الخروج بدورهم من الاتفاق، ويطالبهم بتعزيز جهودهم العسكرية في الشرق الأوسط.
واعتبر جونسون أن «من وجهة النظر الأميركية، إنه اتفاق غير كامل، تنتهي مدّته، وفاوض بشأنه الرئيس السابق باراك أوباما».
في الأثناء أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 مهم اليوم أكثر من أي وقت مضى لافتاً إلى أن آلية تسوية الخلافات التي باشرها الأوروبيون تتطلب جهوداً مكثفة ونية حسنة من قبل الجميع.
ونقلت وكالة فرانس برس عن بوريل المكلف الإشراف على آلية تسوية النزاعات المنصوص عليها في الاتفاق النووي قوله في بيان: أدعو كل الدول المشاركة في الاتفاق إلى الحفاظ عليه، مضيفاً: بصفتي منسقاً أنتظر من الأطراف المشاركة في الاتفاق أن تتناول الآلية بهذه الذهنية.
وبشأن قرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا تفعيل آلية فض النزاع مع إيران بموجب الاتفاق النووي قال بوريل: إنه تلقى توضيحات من لندن وباريس وبرلين بشأن قرار تفعيل آلية فض النزاع، موضحاً أن الهدف هو حل القضايا المتعلقة بتطبيق الاتفاق النووي الإيراني وليس إعادة فرض العقوبات.
وفي الخامس من الشهر الجاري أعلنت الحكومة الإيرانية اتخاذ الخطوة الخامسة من خفض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وتخليها عن جميع القيود على أنشطتها النووية وذلك رداً على عدم وفاء الدول الأوروبية بتعهداتها بموجب الاتفاق بعد الانسحاب الأمريكي منه.