|
المعلم يحذر المسؤولين الأميركيين .. من تبني المزاعم الإسرائيلية وتجاهل الدوافع دمشق واشار الوزير المعلم في تصريح له أمس الى انه تم تحذير المسؤولين الاميركيين من تجاهل الدوافع الاسرائيلية في اطلاقها لهذه المزاعم والضجيج الذي تثيره بهدف خلط الاوراق وحرف الانظار عن الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وحصارها لقطاع غزة والتي تلقى ادانة دولية واسعة اضافة الى الازمة القائمة في علاقات اسرائيل الخارجية بسبب تحديها للمجتمع الدولي برفضها بديهيات متطلبات السلام العادل والشامل. وقال المعلم: إن الخارجية الاميركية استدعت على اساس المزاعم الاسرائيلية الشخص الثاني في السفارة السورية بواشنطن لافتا الى انه سبق لسورية ان اصدرت بيانا رسميا قبل ايام نفت فيه بقوة المزاعم الاسرائيلية التي تهدف من خلالها الى المزيد من توتير الاجواء في المنطقة وخلق مناخ يهيئ لعدوان اسرائيلي محتمل وموضحا ان الموضوع اصبح مكشوفا. من جانب آخر قالت الولايات المتحدة أمس انها لم تتحقق بعد ما اذا كانت سورية ادخلت صواريخ سكود الى حزب الله اللبناني. ونقلت ا ف ب عن فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية قوله للصحفيين في رد على سؤال حول ما اذا كان لدى واشنطن ادلة على ارسال تلك الصواريخ.. اننا لم نتحقق بعد ما اذا كانت قد جرت عملية نقل لتلك الاسلحة مضيفا: لم نتوصل الى اي رأي قاطع بهذا الشأن. من جانب اخر قال روبرت فيسك الكاتب البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الاوسط ان الادارة الاميركية تأخذ بادعاءات الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز حول تزويد سورية لحزب الله بصواريخ سكود دون تحقق. وأضاف فيسك في حديث لقناة الجزيرة أمس.. ان الاسرائيليين يعمدون الى تهديد سورية ويحاولون اطلاق المزيد من التهديدات بهدف هدم التقارب بين سورية والولايات المتحدة الاميركية والادارة الاميركية تعرف ما يرمي اليه الاسرائيليون. وأضاف فيسك: ان اسرائيل ستخسر اذا ما قامت بحرب ضد حزب الله لانه منظمة قوية عسكريا وفيه كفاءة أكثر من أي منظمة في الشرق الاوسط.. وأنا أستبعد امتلاك الحزب لصواريخ سكود التي يستغرق تحريكها ونقلها من مكان الى آخر أياما. وقال فيسك: ان المخاوف الاسرائيلية لن تنتهي بخصوص الملف النووي الايراني لافتا الى ان اسرائيل تأمل أن تذهب الادارة الاميركية وتأتي بعدها ادارة جديدة برئاسة جون مكين أو أي رئيس اخر يسير في ركب اسرائيل ولا يعارض احتلالها للضفة الغربية. بدوره اعتبر باتريك سيل الصحفي البريطاني المتخصص بشؤون الشرق الاوسط ان اسرائيل تحاول من خلال التصريحات الاخيرة حول قيام سورية بادخال صواريخ سكود الى حزب الله اثارة المشاكل بين سورية والولايات المتحدة والتأثير على مجريات عملية السلام في الوقت الذي تخطط فيه الولايات المتحدة لارسال سفيرها الجديد الى دمشق. ولفت سيل في حديث لقناة بي بي سي الليلة الماضية الى ان الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لا تستطيع تحقيق تقدم في عملية السلام وتحاول من خلال هذه التصريحات تأجيل البحث في السلام والايحاء بتهديدات تؤثر على الوضع الدولي. ورأى سيل ان اسرائيل لا تريد لحزب الله الذي اخرجها من لبنان ان يتمتع بأي سلطة وتسعى لزعزعة وجوده مؤكدا فشل العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006. واشار سيل الى ان اسرائيل تشعر بالقلق من التقارير التي تتحدث عن عزم الرئيس الاميركي باراك اوباما اطلاق خطة سلام خاصة به وهو اخر ما تريده اسرائيل. من جهته قال رياض قهوجي مدير مركز الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري ان صواريخ سكود كبيرة جدا بالحجم ويبلغ طول الصاروخ مع الناقلة حوالي 41 مترا ما يجعل نقل هكذا نوع من السلاح عبر الحدود دون رؤيتها من قبل الاقمار الصناعية أمرا صعبا جدا وبالتالي فان ادخال سورية لهذه الصواريخ الى حزب الله من السهل على أميركا أو أي طرف من الدول الكبرى يملك أقمارا صناعية كشفه ولا يمكن ابقاؤه طي الكتمان. وأضاف قهوجي في حديث لقناة العربية أمس ان صاروخ سكود كبير جدا لاطار وأسلوب عمليات حزب الله التي تعتمد على السرعة في الحركة والسهولة في الاختفاء ولذلك لا يمكن اخفاء هكذا صاروخ في لبنان لان حزب الله سيجد صعوبة كبيرة بتحريكه واطلاقه وخاصة انه يعمل بالوقود السائل وان عملية اطلاقه تحتاج الى ما لا يقل عن ساعة من التجهيز في مكان مكشوف ومنبسط وهذا ما لا توفره تضاريس لبنان. وأشار قهوجي الى أن ضابطا روسيا مختصا أبلغه أن اطلاق هذه الصواريخ معقد وصعب جدا ولا يستطيع طرف مثل حزب الله الذي يعتمد حرب العصابات في أساليبه استخدام هذا النوع من الصواريخ التي تستخدم بالاصل ضمن الجيوش لاهداف استراتيجية وليست تكتيكية.
|