فالقائمون عليها هم فنانون ينقلون تجربتهم الفنية ولا يقدمون ألف باء الرسم الذي يعتمد بشكل أساسي على فهم عميق للضوء واللون والمنظور.. هذا ما بينته خلال لقائنا معها الفنانة «عدوية ديوب» الحاصلة على ماجستير الفنون الجميلة من جامعة خاركوف للتصميم والفنون / اختصاص غرافيك 2003 ..
تقنية شفافة
وتابعت: تلبي المدرسة «الكلاسيكية الروسية» احتياجات كل موهوب يرغب في تمكين نفسه فنياً، والبداية كانت قاسية بعض الشيء بسبب اللغة وفارق المستوى الفني الذي تطرحه المدرسة «الروسية» العريقة إضافة لعدم وجود أي استعداد لدي أو دراسة مدرسية أو معهدية سابقة.. هذا الفارق دفع بي إلى رغبة أكثر وإصرار أكبر لأمتلك أدوات الرسم وتقنياته المتعددة منها الحفر، المائي و الإعلان.. ولكن كانت تقنية المائي هي الأقرب إلى روحي ونفسي.. فوجود التقنية المذهلة للمائي في عموم المدرسة «الروسية» دفعني أكثر للانخراط وللعمل بشكل يومي لفك شيفرة هذه التقنية الشفافة والتي يصعب الخطأ فيها.. فهي تحتاج إلى الكثير من الحساسية والدقة والخبرة لضبطها ونقلها بأمانة للمتذوق، وهنا لا بد من الإشارة إلى التوثيق التاريخي أو الدراسة التاريخية للمذاهب الفنية العالمية والتجارب الفنية التي قدمت الكثير من القيم التي تتعلق بالضوء والخط والحجم واللون لدى الأكاديميات «الروسية» ما يغني خبرة الطالب نظرياً وعملياً مع توفر المواد الأولية وبشروط جيدة جداً للموهوب.. وهذه تعتبر خامات أولية مغرية للدخول أكثر في عالم اللوحة والعمل الفني.. ومن المعروف توفر العين الناقدة لمجمل التجارب المبتدئة والتي تطرح على صعيد الأكاديميات أو المعاهد المتقدمة جداً فنياً في عموم المدرسة «الروسية».. »
المدخل الألطف
وأضافت: «سفري لخوض الدراسة الأكاديمية بقرار شخصي وليس نتيجة ترف وحب للظهور، رغم أني كنت موظفة وحاصلة على شهادة متوسطة وبالتالي اجتماعياً وتعليمياً لست مضطرة للبدء من الصفر، لكن رغبتي العارمة ومحبتي لهذا الموضوع دفع بي لخوض غمار السفر من أجل الدراسة الفنية الأكاديمية حيث كان لدي وقت محدد تقتضيه الدراسة لأحصل على ما أريد رغم الإمكانيات المادية البسيطة، لذلك كنت في سباق مع الزمن للحصول على أفضل النتائج التي تلبي رغبتي وتحقق مرتبة ترضي ذاتي، فكان هاجسي اليومي هو الرسم والرسم فقط، ضمن نطاق الكلية وحتى على صعيد غرفتي الشخصية التي تحولت إلى مرسم يطفح بالزهور لأن هذا الموضوع شكل مدخلاً سلساً ومغرياً للتمكن من تقنية المائي، ولا زلت أسأل لماذا أرسم الزهور بكثرة؟ فأجيب إنها المدخل الألطف لطرق عالم المائيات الشفافة.. ومن ثم تتالت العناصر الأخرى الصامتة أو الحية التي أغنت لوحتي «شجرة، بيت، جرة، تفاحة، فجل..» وما زالت هذه المفردات هي أبطال لوحتي حتى الآن.. ولا زالت حجومها تنضح بالحضور الفني مع استثمار واضح أحياناً للمساحة البيضاء في اللوحة للوقوف عند الضوء وإظهاره أكثر، مما يخلق تناقضاً يثير الانتباه ويدفع بالمتذوق أو بالمشاهد إلى التأمل أكثر نتيجة الفجوة التي يحدثها لون العنصر والمساحة البيضاء.. طبعاً هناك مزيج لوني كبير في لوحتي يغني الموضوع إضافة إلى حرية الماء المتدفق على السطح والذي يخلق الكثير من الانسيابية والتي تعتمد على الإحساس والانطباع الأولي فلوحاتي ما زالت ضمن المدرسة «الواقعية الانطباعية».. وأحياناً تدخل «التعبيرية» بحياء إلى لوحتي وهنا أنا أتهم من قبل زملائي أني لازلت أسيرة للمدرسة «الروسية» وأقول إن الدراسة قد تأتي بقرار لكن تبني مدرسة أو أسلوباً فنياً لا يأتي بقرار، وإنما يحتاج إلى الكثير من التواصل مع مفردات العمل وأدواته للخروج بأسلوب أو نمط للتعبير عن ذاتي كما الاطلاع على تجارب فنانين «سوريين» و»عرب» ومع آخرين من ثقافات مختلفة للوقوف عند أحدث التجارب وللنظر في مضمونها وأساليب طرحها ما يغني التجربة الفنية الخاصة نتيجة التوصل ويدفع بها سريعاً للخروج إلى حيز الوجود..
ورغم العمل الإداري الذي يستهلك الكثير من وقتي إلا أن هناك محاولة لاقتناص الزمن لوضع بعض اللمسات الفنية في مرسمي....
انطباع
أمام غنج ألوانها المائية الشفافة، تتراقص الريشة بين أناملها برشاقة.. وتفسح لها مساحة لتحلق في فضاءات الأبيض عبر زهورها التي تضج بالإبداع المتلاقي مع الخطوط الأكاديمية الرزينة.. وتنثر عبر الطبيعة الحية والصامتة حواراً بصرياً يسمو بحضور ألوانها القوية اللينة..
مشاركات
شاركت الفنانة «ديوب» بثلاثة معارض فردية في صالة عالبال دمشق 2004.. المركز الثقافي العربي 2005.. صالة الباسل 2006
كما شاركت بمعارض جماعية هي معرض الفنانات السوريات في متحف الفن الحديث في اللاذقية 2005 لمعرض السنوي الدوري لخريجي روسيا في جامعة تشرين بدءا من 2005..وآخر في صالة قواف بحلب 2007
معرض « هنّ» في صالة النهر الخالد في «حمص» 2010.. والمعارض السنوية لنقابة الفنانين في دمشق واللاذقية.