حيث تمّ افتتاحه بمتحف الفن والصناعة “La pscine”، بحضور حفيدته “Bella Mayer” وعُرِضَ فيه للعموم، أكثرَ من مئتيْ عمل من مُجمل أعمال هذا الفنّان، تتصدّرها لوحتُه الشهيرةُ “صورة مزدوجة مع كوب من النبيذ”. وتعود فكرة هذا المعرض إلى النجاحات التي حقّقها معرضُ “شاغال والخزف” الذي كان قد احتضنته مدينة روباي نفسها خلال 2007-2008، ولاقى اهتماماً كبيراً من قبل الزائرين.
في أحد أحياء مدينة فيتبسك التابعة لجمهورية روسيا البيضاء، ولد مارك شاغال يوم 7 تموز 1887، لأب يعمل تاجراً لأسماك الرّنجة، وفي مدينة سانت بول دي فونس بفرنسا، توفي هذا الفنان يوم 28 آذار 1985 بعد أن حفلت حياته بكثير من النجاحات والانكسارات والترحّل وجمع خلالها شُهرة كبيرة وثروةً وفيرة.
فما إن أتمّ تعليمه بمدرسة الفنون الجميلة في سان بطرسبرغ، حتى سافر عام 1910 إلى فرنسا حيث كان قد تحصّل على منحة دراسية فيها واستقرّ في مقاطعة مونبارناس، وهناك اطّلع على منجزات العصر الذهبي للحداثة في فرنسا وعلى أهم فلسفات المدارس الفنية الرائجة فيها، ولكنه لم يتقيّد بواحدة منها مخصوصة، وإنما استنّ لنفسه توجّهًا فنيّا زاوج فيه بين مجموعة من الرؤى الفنية كالتجريبية والتكعيبية والرمزية والفوقية التي يرى بعضُ نقاد الفن التشكيلي أنها مثّلت أوّل تَجَلٍّ للفنّ السريالي بأوروبا. وعلى إثر قيام الثورة البلشفيّة عام 1917، عاد شاغال إلى روسيا وشارك في أحداثها الثورية، وصار مسؤولاً عن حركة الفن التشكيلي بمدينته فيتبيسك، ولكنّ مسيرته السياسية لم تحقّق له انتظاراته الفنية منها. وعلى ذلك، عاد شاغال إلى باريس عام 1922 وتحصّل فيها على الجنسيّة الفرنسية.
ولمّا غزت جيوش ألمانيا باريس أثناء الحرب العالمية الثانية، نجح شاغال في الهرب من فرنسا، واستقرّ بـالولايات المتحدة الأميركية حاملاً إليها معه خلاصة رؤاه الفنية. وفي هذا الشأن، يُجمع أغلب مؤرّخي الفن التشكيلي على أنّ لشاغال الفضل الكبير في نقل المناهج الفنية التشكيلية من أوروبا إلى أميركا.
من أعمال شاغال الشهيرة زخرفته للزجاج الملوَّن بكاتدرائيات مدينتيْ ريمز وميتز الفرنسيتيْن، ونحته للنصب التذكاري لداج هامرشولد في الأمم المتحددة، و تصميمه للصُّوَر الجدارية في سَقْفِ أوبرا باريس.