ودخولها إلى قائمة الشرف التي تضم فقط كاتبين حصلا على الجائزة مرتين على أعمالهما هما: ي. م. كوتزي الذي ولد في جنوب أفريقيا، والكاتب الأسترالي بيتر كاري.
في تعليقهم على الجائزة قال أعضاء لجنة التحكيم إن مانتيل «أفضل كتاب النثر البريطاني حالياً» وهو لقب أسعد الكثيرين ممن قرأوا الجزء الأول من كتابها وهو بعنوان «وولف هول» «ردهة الذئب». وعلقت صحيفة «الغارديان» بأن مانتيل تستحق التقدير أيضا لكتبها السابقة خاصة الرواية التي تدور خلال أحداث الثورة الفرنسية وهي بعنوان “مكان أكثر أمناً”. وقالت إن الرواية ضخت الحياة في باريس في تلك الفترة التاريخية بمثل ما فعلت روايتا «وولف هول» و”أحضروا الجثث” لحكم سلالة التيودور وهنري الثامن في بريطانيا.
وكانت مانتيل قد فازت بالجائزة عام 2009 عن «وولف هول» مما أسهم في رفع أسهم الرواية وزيادة توزيعها إلى أكثر من 600 ألف نسخة، ووزع الجزء الثاني «أحضروا الجثث» 105 آلاف نسخة وذلك قبل إعلان الجائزة، ومن المتوقع الآن أن يتضاعف الرقم حيث سجل كل فائز سابق بالجائزة منذ عام 1996 حتى الآن ارتفاعاً في المبيعات إلى أكثر من مليون جنيه إسترليني وإن كانت مانتيل قد تخطت هذا الرقم إذ حققت «وولف هول» 5.4 مليون جنيه إسترليني حتى الآن.
وفي تعليقه على الجائزة، قال السير بيتر ستوتهارد رئيس هيئة التحكيم لجائزة بوكر: «لقد أعادت مانتيل فن كتابة الرواية التاريخية، بدأت ذلك مع «وولف هول». وفي رأيي تفوقت على ذلك بمراحل في روايتها الثانية «أحضروا الجثث”.
وتدور أحداث الروايتين حول شخصية توماس كرومويل رئيس وزراء الملك هنري الثامن، وترقب صعوده إلى القوة والسلطة، ويستمر الجزء الثالث من الرواية لتسجيل سقوطه وإعدامه على يد نفس الملك. تعتمد مانتيل في الرواية على تصوير الأحداث من وجهة نظر كرومويل نفسه، الصوت الذي يصاحبنا هو صوت واثق وخافت لكنه صارم ويبعث على الخوف أيضاً، نرقب عبره حياة كرومويل وهربه في صغره من قبضة أب قاس ليتحول إلى نجم في عالم المحاماة والتجارة في لندن وعبر علاقات مختلفة ينجح في الوصول إلى أذن وثقة هنري الثامن. يصبح رجله الأول الذي يساعده في الانفصال عن روما وإتمام زواجه من آن بولين ثم إعدامها. شخصية كرومويل كما أشار سير ستوتهارد تجمع بين دهاء وقسوة دون كورليوني في «الأب الروحي» وعمق شخصيات دي إتش لورانس. وأضاف قائلاً إن رواية «أحضروا الجثث» تعد «رواية دموية ولكن مانتيل تستطيع التفكير من خلال الدماء وتستخدم فنها وقدرتها الفائقة في النثر لعكس فكرة الأخلاق المائعة وغموض الحياة السياسية في ذلك الوقت”.
الرواية جمعت بين المستوى الأدبي الرفيع الذي أهلها لنيل أهم جائزة أدبية في بريطانيا ولكنها أيضاً كانت سهلة وسلسة؛ ما جعلها تحصل على إعجاب الجمهور وتُرجم ذلك إلى مبيعات عالية.
وحصلت مانتيل على شيك قيمته 50 ألف جنيه إسترليني.