تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طرائف معاصرة .. شعراء السلمية

صفحة ساخرة
الخميس 15-4-2010م
صرماية جديدة

كان والد الفنان ع.ح يعمل بصفة سائق سيارة بين حلب ومارع والسفيرة. وإخوته لم يدخلوا المدرسة، وأما هو فقد وافق أبوه على تسجيله في المدرسة بناء على توسلاته لأنه كان يتطلع إلى العلم والمعرفة.‏

وكان معظم التلاميذ يذهبون إلى المدارس حفايا، أي دون انتعال أي شيء في القدمين، وفي أحد الأيام لاحظ (ع) أن بعض زملائه قد اشتروا (صرامي حمر) ولبسوها في أقدامهم، فشعر بالغيرة تجاههم، وسحبها ركضة واحدة إلى باب الحديد حيث ينتظر أبوه أن تمتلىء السيارة بالركاب فينطلق بها إلى مارع فوقف بين يديه وقال له:‏

يايوب، رفقاتي اشتروا صرامي حمر وأنا أريد صرماية حمرا، وما حدا أحسن من حدا!‏

فقال الأب: والله معك حق. تعا معي واصطحبه من يده ومشى به إلى حارة بنقوسا، واشترى له صرماية حمراء مربوطة فردتيهما بخيط قنب.‏

ارتدى (ع) الفردتين ومشى دون أن يقطع الخيط، وكان يقع بين الفينة والأخرى، ويتقي الأرض بيديه، ثم ينهض ويتابع جريه، ويقع ويقف، ويتابع.. وكان الرجال العابرون يقولون له:‏

يا ابني هيك مابيصير، اقطع الخيط!‏

فلايرد عليهم، وهكذا حتى وصل إلى المدرسة وراح يجاكر أقرانه باعتبار أنه يرتدي صرماية حمرا (من طقة خيطها).‏

الكذب الجميل‏

على الرغم من أن أهل قرية (سين) يبغضون الكذب، ويسخرون في مجالسهم من الكذابين، إلا أن كل واحد منهم، بينه وبين نفسه، يؤثر الكذاب الكبير السيد (حمدون) بالمحبة، وحينما يذكر أمامه يبتسم رغماً عنه إذ تحضره بعض أكاذيبه المضحكة.‏

وقد فسر لهم الأستاذ عبد القادر هذا التناقض بقوله: إنكم تحبون حمدون لثلاثة أسباب، الأول كذبه لايؤذي أحداً، والثاني أنه كذب مضحك، بمعنى أنه يدخل البهجة إلى النفوس والثالث أنه ينبع من الخيال بمعنى أنه كذب إبداعي.‏

من ذلك إن حمدون كان يسهر ذات ليلة في مضافة المختار، وروى للمحاضرين المأزق الذي وقع فيه حينما كان في البراري البعيدة يصطاد العصافير بالابرودة (الخردقة).. واشتهى أن يدخن سيكارة، ففتح العلبة ولف سيكارة، وأخرج قداحته التي تعمل على البنزين من جيبه، حاول إشعالها فإذا البنزين قد نفد منها، فلم تشتعل.‏

قال: تضايقت كثيراً، ومشيت على غير هدى وأنا أنظر بين أشجار الزيتون باحثاً ببصري عن رجل عابر، أو فلاح يحرث أرضه، فأستعير منه تشعيلة للسيجارة.‏

فجأة هدر صوت طائرة هيلوكبتر في الجو. نظرت إليها فوجدتها منخفضة، فخطر لي أنها ربما أتت لترش الحقول بالمبيدات. وسرعان ماخطرت ببالي فكرة رائعة، أخرجت قداحتي من جيبي، وفتحتها وجهزتها للملء بالبنزين، ورفعت البارودة نحو الطائرة وسددت على خزان البنزين (الدابو) وأطلقت فحدث فيه ثقب صغير، وشرع البنزين يزرب على هيئة خيط رفيع وينزل في جوف القداحة. وأما الطيار فمد رأسه من شباك الطيارة ونظر إلي وهو ينتف بشعره ويولول. أنا أشرت له بيدي أن اصبر قليلاً، وأنا أحل المشكلة، المهم ملأت قداحتي بالبنزين وأخرجت من جيبي ليرة سورية معدنية، وضعتها فوق فوهة البارودة، وسددت على الثقب الذي أحدثته الخردقة في (الدابو) وأطلقت فنزلت الليرة مكان الثقب ولحمته على نحو أقوى من لحام القصدير الذي يجريه السمكري.‏

مد الطيار رأسه من شباك الطائرة، وشكرني بيده ومضى في حال سبيله، وأما أنا فأشعلت سيكارة وسررت سرورا عظيما!‏

الدنيا ترخرخت‏

روى لي هذه الطرفة صديق من بلدة كفرتخاريم قال: كان رجلان طاعنان جالسين أمام أحد الدكاكين يتشمسان. وبالمصادفة مرت أمامهما امرأتان ترتديان ثيابا أقل تزمتا مما هو مألوف في البلدة. سوّى أحدهما نظارتيه على أرنبة أنفه، وظلل عينيه بيده وهو يتأمل السيدتين، وقال لصديقه بصوت مرتفع كي يسمعه: الهيئة يا أبو فلان أن هذه الدنيا ترخرخت شوي عن أول ؟‏

فقال الآخر وهو يغالب السعال:‏

- أي والله، الهيئة أنها ترخرخت. كنا بزماننا وقت تعدي المرأة، ما نشوف منها غير كتلة سودا، أيش فيه تحت هذه الكتلة ؟ الله أعلم !‏

فقال الأول وهو يزفز بحرقة:‏

- ولك تفو على حظي وحظك: تفو ! ما عرفت الدنيا تترخرخ على بكير شوي ؟ يعني قبلما نصير أنا وأنت على حفة القبر ؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية