وخاصة مع مناهج جديدة وما يترتب على طباعة الكتب المدرسية من تكاليف مادية وجهود كبيرة تطبيقاً لمبدأ ديمقراطية التعليم وإلزاميته ومجانيته ووصول الكتاب للطلبة بتوفيره مجاناً في مرحلة التعليم الأساسي وبسعر التكلفة في مرحلة الثانوي.
إلا أنه في الوقت الذي تشدد فيه التربية على هذا الموضوع وضرورة اهتمام المدارس والطلبة والأهل نجد أن واقع العملية التدريسية في المدارس يختلف عن ذلك، إذ يتم اعتماد حل الأسئلة وكتابة الأجوبة على الكتب ولمختلف المواد الدراسية لدرجة باتت الكتب مشوهة لكثرة ما يكتب من أجوبة عليها.
فأين هي التعليمات من هكذا واقع وكيف سيكون وضع الكتب مع نهاية العام الدراسي حيث ستسلم للمدارس، وكيف سيتم تسليمها في السنوات التالية، وما الغاية من تدوين الإجابات على الكتب وتشويه منظرها في الوقت الذي تخصص فيه دفاتر لجميع المواد الدراسية باختلاف طبيعة وخصائص كل مادة ولكل صف ولا سيما صفوف مرحلة التعليم الأساسي.
هذا عدا عن ظاهرة اللامبالاة وإهمال الكتب المدرسية والتي تلحظ عند كثير من الطلبة في ظل غياب اهتمام الكادر التعليمي والأسرة بهذا الأمر، على أهمية الكتاب الذي يعد المرجع الأساس لدى الطالب ومتابعة تحصيله العلمي.
من ذلك كله يحتاج الأمر توعية أكبر للطالب للمحافظة على الكتاب الذي يعد من الضرورة في ضوء الحاجة لتدوير الكتاب لطلبة آخرين وفي ظل ما تفرضه تحديات وصعوبات تأمين الكتاب المدرسي مع كل عام دراسي.
كما أن الحفاظ على الكتاب يتطلب إضافة لوعي الطالب متابعة يومية وشراكة ما بين الأسرة والمدرسة والتوعية المستمرة للحفاظ على الكتب للوصول لوعي ذاتي لدى الطالب لأهمية كتبه وبأنها ليست ملكه بل هي ممتلكات المدرسة ويمكن أن يستفيد منها كثير من الطلاب، والعمل لتظل سليمة يحقق بها النجاح وتتعزز بينه وبينها علاقة إيجابية دائمة وسلوكاً يومياً يعكس دافعاً للطلبة لاستمرار الحفاظ على الكتب وسلامتها والاستفادة منها ما أمكن ذلك.