ووفقاً لهذين المنهجين المختلفين والمتناقضين تماماً، جاء الرد الإيراني سريعاً وقوياً جداً على إرهاب إدارة ترامب وبلطجته التي يتفاخر بها على المنابر الإعلامية، من حيث أن هذا الرد لم يكن إلا تعبيراً عن إرادة شعبية وجماهيرية عارمة، ليس في إيران فحسب، بل في جميع بلدان المقاومة المحبة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.
فبينما كان الشهيد القائد قاسم سليماني يوارى الثرى كانت الصواريخ الإيرانية تدك قاعدة عين الأسد في العراق، ثأراً لاستشهاده وأبو مهدي المهندس ورفاقهما من قادة المقاومة، الأمر الذي شكل صدمة وصفعة مفاجئة لترامب وطاقمه العسكري والسياسي ومن ورائه أدواته في المنطقة، كما أنه أربك كثيراً وراح يتحدث عن هذا الرد المزلزل وكأنه منفصل عن الواقع، واصفاً الوضع بأنه على ما يرام.
ونتيجة لذلك يقف المشهد الدولي عند حدود الهاوية بسبب سياسات الإدارة الأميركية الرعناء، مما دفع الجهات الدولية والإقليمية إلى رفع صوتها في محاولة منها لتهدئة الأوضاع، محملة مسؤولية هذا التوتر كله للرئيس الأميركي الذي يمارس السياسة كأنه زعيم منظمة إرهابية وليس دولة مهمة في العالم وعليها مسؤوليات مع غيرها من الدول العظمى في حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وفي هذا السياق لا ندري إن كان الشعب الأميركي يصدق ما يتشدق فيه رئيسه عندما يتحدث عن الدفاع عن أميركا والأميركيين، وهم يرونه جهاراً نهاراً يمارس سياسات خاطئة لا تصب في مصلحتهم ولا مصلحة بلادهم، وكثير من السياسيين الديمقراطيين ومثلهم من الجمهوريين أعلنوا صراحة مواقفهم الرافضة لهذا المنهج الهدام الذي يتبعه ترامب، وقضية العزل التي تتفاعل في الأروقة السياسية والتشريعية الأميركية أكبر دليل على هذا الرفض.
فإلى متى يبقى ترامب يمارس إرهابه على الشعوب والدول المحبة للسلام؟.