أميركا رغم كل هذه السياسات الفاشلة مازالت تلعب نفس الألاعيب وتنشر نفس الأكاذيب وتروّج لأخبار الدجل ذاتها، من كذبة محاربة الإرهاب إلى فزاعة داعش مروراً بحماية الأمن والاستقرار في المنطقة.
في المشهد السوري نجد أن فصول إرهاب واشنطن لا تكتمل إلا بدعم الإرهاب وافتعال الأزمات والحروب وسرقة الثروات وتشجيع التنظيمات المتطرفة على ارتكاب المجازر بحق السوريين وقتل الأبرياء، ففي الجزيرة السورية تستمر في إعادة تموضع قواتها الغازية وانتشارها في مواقع النفط السورية لسرقتها.
وفي إدلب مازالت أميركا ترسل المزيد من أدوات الدمار إلى هناك بعد تقدم الجيش العربي السوري الذي أربك مخططاتها وأجنداتها وجعلها تتخبط وتحاول خلط الأوراق مجدداً، لعلها تستطيع إنقاذ إرهابييها من الهلاك، فدفعت بالنظام التركي لتهريب المتطرفين إلى ليبيا، وهو النظام الذي أهدر العديد من الفرص في آستنة وسوتشي عبر سنوات الأزمة كي يحسم أمره إزاء تنظيم جبهة النصرة المصنف على لوائح الإرهاب العالمي، وكي يطبق مسار خفض التصعيد، لكنه ظل مصرّاً على سياساته الإرهابية والاستعمارية البائدة.
وفي المشهد العراقي ظهرت أكاذيب واشنطن في أوضح صورها، ففي الوقت الذي أشغلت فيه الكثير من المحللين والمتابعين بخبر كاذب حول انسحاب قواتها الغازية من العراق ومن ثم نفيه والتشكيك فيه، وجعلت ماكينتها الإعلامية العالم يدور حول إسطوانة صحة الخبر من عدمه، وفك رموزه وشيفرته، وإن كان انسحاباً أم إعادة انتشار وتموضع جديد، كانت تفعل على أرض الواقع العكس تماماً.
فقد كانت طائرات تحالفها المشؤوم في العراق تنقل المزيد من الجنود والمعدات وأدوات القتل إلى معسكر التاجي شمال بغداد في خطوة تؤكد دعم الغزو والاحتلال وليس إنهاءه، وكانت آلتها الدعائية التي سربت أخبار الانسحاب المزعوم والتي نفته أيضاً تسرب صور المعدات العسكرية إلى (التاجي) وكأنها رسالة لترهب من يخالف سياساتها الاحتلالية، هذه هي أميركا أم الغزو والإرهاب، لكنها لم تدرك أن إرادة المقاومة أقوى من إرهابها وما جرى من صفعة كبيرة في قاعدة عين الأسد خير شاهد.