تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إصبع الديناميت

إضاءات
الخميس 9-1-2020
شهناز فاكوش

بايدن لترامب ما فعلته كمن ألقى إصبع ديناميت في برميل بارود، عندما أخذته حماقته إلى استهداف الفريق سليماني قائد لواء القدس،

وهو في زيارة رسمية والمهندس نائب قائد الحشد الشعبي العراقي ورفاقهم، وتبنيه رسمياً عملية الاغتيال.‏

فعل حوَّل أميركا من دولة تستخدم أدواتها، في مشاريع هيمنتها إلى دخولها على خط الصراع بشكل مباشر، أقدم ترامب على حماقته هذه عندما أيقن بفشل مشروع هيمنته على العراق، حيث أرادها جسراً يعبر منه إلى المنطقة إظهاراً لقوته.‏

فشل محاولات أميركا أكثر من مرة في عرقلة فتح معبر البوكمال القائم بين سورية والعراق، شكل صفعة لسياسة الإدارة الأميركية، لأن فتح المعبر يعني تلاحم قوات المقاومة السورية العراقية في محاربة داعش والقوى الإرهابية المحضونة أميركياً.‏

تنامي قوة المقاومة في المنطقة كمَّاً ونوعاً وقدرة، وانتصار الجيش العربي السوري خاصة بعد تحرير دير الزور وحلب بعد حصار طويل وإنجازاته في إدلب قضَّ مضجع ترامب، الذي يخشى مناهضة الحزب الديمقراطي ضده في الانتخابات.‏

كذا إفلاس الاستراتيجية الاستعمارية الأميركية في تحقيق أهدافها في المنطقة بشكل غير مباشر، عبر داعش في سورية والعراق التي بلسان ترامب اعترف بأنها صنيعة أميركية ما بين أوباما وكلينتون، كذلك فشل النصرة، المدعومة أردوغانياً في سورية.‏

حاول ترامب تعويض خسارة أميركا بإنجاز يرفع بظنه أسهمه في انتخاباته القادمة فقادته حماقته، لإلقاء إصبع الديناميت في برميل البارود، في محاولة يائسة لتحقيق انتصار معنوي باستهداف القائد سليماني والمهندس ورفاقهما، فكانت الطامة الكبرى.‏

عول ترامب على الفتنة التي حاول تحريكها في إيران، إلا أن فعلته وحدت الشعب والتظاهرات المليونية التي غطت شوارع المدن الكبرى في إيران تشييعاً لجثامين الشهداء القادة، أحبطت ترامب وأعطت زخماً لمحور المقاومة ليستكمل انتصاراته.‏

الضربة التي تلقاها محور المقاومة وظن ترامب أنه حقق فيها انتصاراً، قلبت عليه ظهر المجن، وحدت محور المقاومة وزادته قوة ليكون الرد زلزالياً ضد الوجود الأميركي وعلى مساحة جغرافية واسعة في المنطقة والعالم وأصبح الهدف واضحاً.‏

خمس وثلاثون موقعاً أميركياً حيوياً بما فيها تل أبيب في مرمى نيران المقاومة، حيث رفع الستار لتدشين معركة تحرير فلسطين، ما حرك الشارع والكونغرس الأميركي بقوة ضد ترامب، ليعلن سيناتور سابق أن أميركا أصبحت هي الإرهاب.‏

ورط ترامب أميركا في شر أعماله، ما أفقدها عدم التزام أي دولة بأي معاهدة معها، بعد خروجه عن القرار الذي اتخذه بعدم التورط في حروب مباشرة، وهو بما فعله زاد تصعيد المواجهة ضد أميركا، ما يعرض قواته لهجمات قاسية في أماكن متعددة.‏

الحرب الإرهابية الأميركية فشلت، والحرب الناعمة بحصارها الاقتصادي على إيران وسورية والمقاومة اللبنانية فشلت، إيران اعتمدت اقتصادياً على اكتفائها الذاتي سورية ما زالت صامدة وتستمر بعملياتها العسكرية لتحرير إدلب وريف حلب.‏

المرتكز الرجعي الأساس لخدمة أميركا في المنطقة العرش السعودي يتراجع دوره بعد خسارتها في حرب اليمن، أما الكيان الصهيوني فيحاول على لسان نتنياهو إظهار عدم التورط والتنصل من أي علاقة أو مسؤولية في عملية استهداف الشهداء القادة.‏

لأن نتنياهو ما زال في دائرة الاتهام في قضايا الفساد، إلى جانب تآكل القوة الردعية لجيشه مقابل قوة الردع للمقاومة، بسبب هزائمه في غزة وأمام المقاومة اللبنانية، ما أوقعه في أزمة بنيوية تجعله في قلق دائم كونه أكبر قاعدة أميركية في المنطقة.‏

الجريمة الإرهابية الأميركية الموصوفة قانونياً لاكتمال أركانها الجرمية، هي بداية النهاية للتواجد الأميركي في المنطقة، وهي تدخل المقاومة في مرحلة جديدة ضده، وتصويت البرلمان العراقي على قراره، سيسرع في رحيل القوات الأميركية منها.‏

وتأتي زيارة بوتين القيصر لسورية وجولته مع السيد الرئيس بشار الأسد في دمشق ومباركتهما بعيد الميلاد للقوات الروسية، إعلاناً ورسالة للعالم أن سورية تتعافى من الجزء الأكبر مما حل بها خلال سنوات الحرب، وأن الحل السياسي يتوج انتصارها العسكري قريباً بعد تحرير إدلب، وأواصر الصداقة في أعلى مستوياتها، وعلى أميركا وأعوانها إعادة حساباتهم في تعاملهم مع سورية ولا بد من سحب قواتها منها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية