ففي زمن الدولار كل شيء قابل للمساومة، بما في ذلك الإنسان الذي يعتبر القيمة الأكبر في الحياة، بينما بات بنظر تجار الأزمات مجرد سلعة للبيع والشراء، وكثيراً ما يسعر الخاطفون مخطوفيهم بالدولار، مثلهم مثل أي تاجر شحيح الأخلاق يسعر بضاعته.
في ثمانينيات القرن الماضي ابتلينا بظاهرة العولمة، وقد تنبأ الكثيرون بتحول العالم إلى قرية صغيرة بسببها، فلم نكترث بالتحولات الدراماتيكية التي عصفت بالمجتمع في غفلة منا، بل نظر البعض منا للأمر بإيجابية، ولم يكن يتوقع أن يصبح (الجوال) الساحر لكل أفراد المجتمع، فيما (الدولار) المعشوق الأول لتجارنا ومحدثي النعمة في بلادنا، وسرعان ما استعيض عن شروال جدي ببنطال جينز ممزق، فيما سرقت شطيرة البيتزا مكانة سندويشة الفلافل، وانتقل بعض الفوالين إلى الهمبرغر والسوشي، ويُخشى في زحمة الهجمة العولمية الدولارية، أن يأخذ مستر بن (كتير الغلبة) مكان غوار الطوشة بمقالبه الطريفة و(جيم كاري) بشخصية (لويد) في فيلم الغبي والأغبى مكان (سرحان عبد البصير) بسذاجته الظريفة..!
سأل المعلم تلميذه: ما مفرد مصائب يا بني..؟! فأجاب: ليس لها مفرد، لأنها تأتي مجتمعة..!