تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السوريون.. الحـــب .. غـــذاء الـــروح ومصــدر قوتنــا وصمودنـــا وانتصاراتنـــا

مجتمع
الاثنين 16-2-2015
فردوس دياب

وسط هذا الركام المرير من الأحزان والأوجاع .. يسأل السوريون ، هل الحب لا يزال موجوداً ؟.. و وسط هذا الزحام الكبير من الأحقاد والضغائن وقلة الضمير وانعدام الأخلاق عند البعض الكثير الذين ارتأوا أن يتاجروا بدماء ودموع السوريين ..

يسأل السوريون أيضاً هل لا يزال الحب قادرا على المواجهة والظهور والتبختر شامخا رافعاً رأسه، أم بات يمشي مطأطأ رأسه خجلا وحزنا من ذنوبنا وأخطائنا وخطايانا وآثامنا .. أسئلة حاول البعض الإجابة عليها وحاول البعض الأخر التهرب منها، لكن تبقى الكثير من الإجابات عالقة في الصدور تخشى الخروج والظهور على الأقل في الوقت الحالي.‏

سلاحنا الوحيد ..‏

السيد أبو رائد إبراهيم ( متقاعد ) قال إنه لا يتصور أن يعيش الحياة بلا حب ومودة مهما كانت الظروف ومهما اشتدت المحن ، مضيفا أنه يعتبر الحب سلاحه الوحيد لمواجهة كل الظروف العصيبة التي يمر بها الوطن ،والتي تختلف أشكالها وألوانها على الشعب السوري بدءا من الموت والخوف والفزع الذي يظلل كل حياته وليس انتهاء بمواجهة الأحقاد والضغائن والكره وتجار الأزمات الذي يطعنون الوطن في القلب.‏

بدوره قال السيد أبو إيهاب ( معلم ) إن الحياة بلا حب حياة لا معنى ولا لون أو طعم لها فالحب هو خبز الحياة وهو مصدر كل المشاعر والأحاسيس الأخرى ، مؤكدا أنه لا أحد في العالم سيستطيع أن ينتزع الحب من بين ضلوعه ، مضيفاً أن كل ما نراه من تبلد وتجمد الأحاسيس والمشاعر ليس إلا غيمة سوداء ستمر ستنجلي بإذن لله وبسبب صبر السوريين وصمودهم.‏

نُعلم العالم معاني الحب ..‏

من جانبه قال السيد أبو علي أيوب ( صاحب محل ألبسة ) : إن الحرب التي تستهدف سورية ليست في جوهرها إلا استهداف لقيم ومبادئ ومشاعر الشعب السوري التي يتربع الحب على عرشها ،مضيفا إن مشاعر الحب بكافة أشكالها وألوانها لا تزال قوية ومتينة بين السوريين ، وانه لولا تلك المشاعر المتقدة لما صمد السوريون طيلة سنوات الحرب الماضية وما حققوا تلك الانتصارات المتلاحقة على الإرهاب والدول الداعمة له .‏

من جهتها قالت السيدة أم عمران : إن الغرب حاول أن يقزم الحب ويجعله حكرا على عاشقين أو حبيبين و لكننا نحن الشعب السوري لا نزال نعطي العالم دروساً في الحب والمحبة التي تسري في عروقنا رغم كل تلك المحاولات الفاشلة لبعض تجار الأزمات الذين يحاولون تشويه صورة وسمعة الشعب السوري من خلال بث وإثارة مشاعر الكراهية والحقد بين ابناء الشعب السوري الواحد الذي عرفوا كيف يواجهونها من خلال صبرهم ومقاومتهم وتوحدهم وتلاحمهم وحبهم لبعضهم البعض.‏

أجمل ما خلقه الله ..‏

بدورها قالت السيدة نسيمة حسين ( موظفة ) انه و رغم الصورة السوداوية التي تحيط بنا فإن الحب بكافة أشكاله وألوانه بدءاً من حب الزوج لزوجته و حب الزوجة لزوجها ، وحب الأبناء لبعضهم البعض وحبهم لذويهم وأقرانهم ومعلميهم، وحب زملاء العمل لبعضهم البعض وحبهم لعملهم وإخلاصهم له، وحبنا لابائنا وأمهاتنا وحبهم لنا ، و حب جنودنا لبعضهم البعض وحبهم لسلاحهم وحبهم للشهادة كما الحياة .. وليس انتهاء بحبنا كسوريين جميعا لوطننا الحبيب.. لا يزال الحب هو أحلى وأجمل شيء خلقه الله.. فلولا الحب لما استطعنا أن نصمد و نواجه وننتصر .. ولولا الحب لما استطعنا الحياة والعيش.‏

أما السيد أبو أيمن ( موظف ) فقد كان له رأي مختلف عما سبق بحكم الظروف العصيبة التي يعيشها الوطن والتي أصبح الحب فيها شيئا من الماضي ،حيث كثر بحسب أبو أيمن المفسدون والمتصيدون والغادرون والحاقدون انطلاقا من أن هذه الظروف الصعبة تشكل بيئتهم الأنسب لممارسة طقوسهم السوداء التي تستهدف طعن الوطن والمواطن والهدف إيصال الناس إلى مرحلة من اليأس والعجز والتسليم بالواقع وبالتالي اغتيال الحب والرحمة بين الناس، وهم بذلك لا يختلفون عن اعداء الوطن الذي يدمرون ويقتلون ويذبحون.‏

عملة نادرة ..‏

أما السيدة أم العز المصري ( ربة منزل )فقد قالت بدورها إن الحب أصبح عملة نادرة جدا في ظل هذا الواقع الصعب، لكن ذلك لا يعني فقدانه وموته فهو لا يزال موجودا و لا يزال هو الأساس لمواصلة الحياة والصمود في ظل هذه الأزمة وهذه الحرب الشرسة التي تشن على الشعب السوري،أما السيد أبو العز المصري ( موظف ) فقد بالغ في تشاؤمه حيث وصف الحب بأنه الضحية الأبرز في هذه الحرب التي جعلت من البعض وحوشا على هيئة البشر لا يتوانون عن طعن الوطن من القلب ولا يتوانون عن طعن اخوتهم من الخلف، وهنا أتحدث عن تجار الأزمات والمستغلين والمستفيدين الذين قتلوا فينا كل المشاعر والأحاسيس وجعلوا من الحب شيئا من الماضي وذكرى جميلة ومؤلمة بنفس الوقت لأننا عندما نستذكر تلك المشاعر الحميمة التي كنا نعيشها كسوريين نشعر بالحزن والألم لما حال إليه مآلنا اليوم وختم السيد أبو العز بالقول انه ورغم كل ذلك سنبقى نحب بعضنا البعض وسنبقى نتمسك بالحب كغذاء للروح و كأمل وخلاص لكل السوريين من مصيبتهم تلك .‏

من جانبها أوضحت السيدة ردينة العلي ( معلمة ) أن من ابرز أسباب تفاقم ظاهرة الجفاف والجفاء الاجتماعي والعاطفي الذي نعيشه هو تغييب الحب بيننا على حساب الماديات والأمور الأخرى، والركض خلف مشاغل وهموم الحياة وهذه مقاربة ونظرة غير واقعية لمعالجة همومنا ومشاكلنا التي يمكن مواجهتها والتصدي لها والتخفيف من أعبائها وشجونها بقليل من الحب والعاطفة والرحمة والعودة إلى قيمنا وعاداتنا الأصيلة التي قامت وتركزت على الحب والحنان والرحمة وإضفاء كل المشاعر والأحاسيس السورية الأصيلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية