تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أخطاء تربوية نمارسها مع أبنائنا ؟!

مجتمع
الاثنين 16-2-2015
أنيسة أبو غليون

التربية فن وعلم ومهارة ولكننا في كثير من الأحيان نربي أولادنا على موروث تربوي خاطئ ،أو نتصرف كردة فعل سريعة أساسها الغضب والعصبية وتكون النتيجة دماراً تربوياً للأبناء لا نشعر به إلا بعد فوات الأوان،وكم من حالة سيئة حصلت بسبب الاجتهاد الخاطئ للوالدين..

فالتربية علم نتعلمه ومهارة نتدرب عليها وفق منهج سليم وقواعد تربوية ثابتة.‏

المراقبة الدائمة‏

مراقبة أولادنا الدائمة كمراقبة الكاميرات المعلقة في البنوك والشركات والتي تعمل 24 ساعة في الليل والنهار،وهذا السلوك يؤدي إلى سلبيات تربوية كثيرة منها عدم الثقة وقلة الاحترام والتلاعب في تنفيذ التوجيهات،والصواب أننا نراقب أبناءنا من فترة لأخرى،أو أن تكون المراقبة عن بعد من غير أن نشعرهم بأننا نراقب تحركاتهم..وأن نتدخل في كل تفاصيل حياة أبنائنا في ملابسهم وطعامهم ولعبهم وحتى في ذوقهم،وهذا ينتج عنه شخصية مهزوزة وضعف في اتخاذ القرار،وفي هذه الحالة سيتعود على الاعتماد على والديه بكل شيء،والصواب أننا نترك لهم حرية الاختيار مع التوجيه اللطيف والهادف.‏

الاهتمام المبالغ‏

إعطاء الاهتمام المبالغ فيه للطفل الوحيد أو المريض مرضاً مزمناً، وهذا يؤدي لتمرد الطفل على والديه وعدم استجابته للتوجيهات والأوامر الوالدية،بالإضافة إلى تكبره وغروره عليهما،وفقدان السيطرة عليه...وإن إجبار الأطفال الصغار على شيء بالقوة والشدة يسبب ذلك كرهاً ونفوراً والتربية على النفاق الخديعة..وكثيراً ما نتهم أبناءنا بأخطاء ارتكبوها معتمدين في ذلك على أحاسيسنا ومشاعرنا من غير أن نتأكد أو نتثبت من صحة ارتكابهم للخطأ،فنستعجل في الاتهام والعقوبة ثم نكتشف أننا مخطئون،وهذا السلوك يهدد الثقة في العلاقة الوالدية ويزيد في كراهيتهم لنا،وفي حالة وقوعنا في هذا الخطأ لابد من الاعتذار منهم من الخطأ الذي وقعنا فيه فتكون فرصة لنعلمهم الاعتذار من الخطأ أو الاستعجال في الحكم.‏

التجربة والاكتشاف‏

كبت رغبة أبنائنا في التجربة والاكتشاف،فإذا دخلت الأم مثلاً المطبخ ووجدت ابنتها تعمل حلوى بسيطة،تمطرها بوابل من اللوم والانتقادات والصراخ ولا تكتفي بذلك بل تطردها من المطبخ، وكان من المفروض أن تتحاور معها وتشجعها وتدعم تجربتها، فكل الأطفال يحبون التجربة والاكتشاف..وعلينا أن نستثمر ذلك في تنمية مواهبهم وتشجيع إبداعاتهم.‏

تفاوت القدرات‏

إن بعض الآباء والأمهات يريدون أن يحققوا في أبنائهم ما عجزوا عن تحقيقه في صغرهم،ولو كان ذلك خلاف رغبتهم وقدراتهم، كأم ضعيفة في اللغة الانكليزية فعوضت نقصها باللغة بأبنائها،واليوم هي نادمة على قرارها لأن أولادها لا يحسنون قراءة اللغة العربية..فلم يراع تفاوت قدراتهم فكانت النتيجة عكسية وكره الأبناء التعلم.‏

إن الحماية الزائدة للأبناء تنتج عنها شخصية خائفة ومترددة وغير ناضجة،ليس لديها طموح وترفض تحمل المسؤولية، بل ويكون من السهل انحرافها للسلوك السيئ،والصواب أن نكون متوازنين مع أبنائنا من خلال إظهار الحماية وإخفائها بين الحين والآخر،فالأساس في التربية أن يقف الطفل على قدميه بعد زمن لا أن يكون تحت حماية والديه طوال عمره.‏

التفرقة في المعاملة‏

إن التفرقة في المعاملة بين الصبي والفتاة والتي نجدها كثيراً في مجتمعاتنا العربية على مستوى الصغار والكبار،والصواب،المعاملة العادلة بينهم حتى لا تتفكك الأسرة ونزيد من الكراهية بين الإخوة بسبب الاختلاف في الجنس..وإن التفتيش في ملابس الأبناء والتجسس في هواتفهم وأجهزتهم،فإن ذلك يدمر العلاقة الوالدية ويعدم الثقة بينهما،والصواب أن نستأذنهم قبل التفتيش أو نتفق معهم على نظام للتفتيش..وإن الاستهتار بمشاعر الأبناء كالتحدث أمام الأهل أو الأصدقاء والأقارب،مثل(ابني لديه تأتأة في النطق) أو( التبول الليلي)وهذا يترك أثراً سلبياً على نفسية الطفل، وقد تزداد حالته أو يعاند والديه منتقماً من الفضيحة..فأبناؤنا أكبادنا تمشي على الأرض فعلاً وليس قولاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية