هذه ضربة على الرأس!
في الجنوب أقفل الجيش العربي السوري الضلع الأردني في المثلث فانقلب العواء مواء رغم الحشد السعودي القطري الإسرائيلي خلفه، وتلاشت «مراجل النشامى» وصار لا نية للأردن بعملية عسكرية برية لـ «القضاء» على داعش.. . ربما، على الأقل، بانتظار وصول طلائع القوات البحرينية الجرارة المجوقلة التي وعد عاهل البحرين بتقديمها «هدية ليس من ورائها جزية» للمملكة الشقيقة في حربها المعلنة على داعش؟؟
وهذه هي الضربة الثانية!
فكيف للرأس الأميركية أن تحتمل كل هذه اللغو البدوي الأعمى وغير المفهوم من المزايدات.. ولو كانت فارغة في ما تعتبره ميدانها؟ وكيف للرأس الفرنسية بعد الأميركية أن تحتمل أيضاً.. وقد بلغتها تهديدات داعش لهولاندهم أن... سنأتيك بالسيارات المفخخة؟؟!
وفيما الملك السعودي المستجد يبدأ باكورة التغيير والتطوير في صحرائه برعاية سباق لذوات القوائم، يتسابق الوزراء الخليجيون من جهة والعرب من الجهة الأخرى.. ولا فرق بين السباقين إلا من حيث النوع في الفصيلة الواحدة، فالوزراء الخليجيون يطالبون مجلس الأمن بعقد جلسة لبحث الوضع في اليمن.. وتحت الفصل السابع!! وما تعلموا بعد أن المجلس إياه، وعلى علاته الأميركية الغربية، ليس من بين إرث آبائهم ولا هو طوع جيوبهم أو براميل نفطهم، والوزراء العرب بدورهم يرجعون الصدى كالعادة.. وكأن لهم بالضرورة ما يطلب إليهم أميركياً إن اجتمعوا لشأن يمني أو غيره.. وما عرفوا بعد أن حمد بن جاسم غادرهم منذ زمن ولم يعد بينهم.. قاتل الله ما اعتادوه ورددوه!
لعل من الطريف فعلاً أن الضربات على الرأس، سواء من دي ميستورا الرحالة أم من درعا الثابتة، أنعشت بعض المعارضين السوريين وميليشياتهم لتوظيف التقنية وتكنولوجيا الاتصالات في طرائق الاستغاثة الأسرع بإسرائيل وقادتها الميدانيين المتابعين.. عبر أثير «الواتس آب» هذه المرة.. وإلا فكيف يثبتون انتماءهم إلى الحضارة والعصر؟
ضربتان، والثالثة وما بعدها قادمات لا محالة.. فالحفرة الأميركية باقية والسقوط العربي المتكرر فيها مستمر.. والعاقبة لمن اتبع العلم والهدى!!