تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


على أبواب العيد.. تفاؤل بالإجازة الطويلة..لكن..! السفر بعيداً عن المدن ..والعودة للحلويات المنزلية

أسواق
الأحد 28/9/2008
قاسم البريدي

يومان إضافيان على العيد ( كهدية من الحكومة ) ساعدا أغلب سكان المدن على إيجاد مخرج لأعباء العيد من خلال سفرهم إلى قراهم وبلدانهم في محافظاتهم الأصلية لقضاء إجازة دسمة بعد صيف حار ..

هكذا نستطيع أن نفسر تراجع الازدحام على الأسواق بدمشق وجمودها وحتى سكانها الأصليين لم يتحمسوا لزيارتها كعادتهم نظرا لنفقات شهر رمضان والمونة واستعدادهم لموسم الشتاء وشراء المازوت المدعوم والاستفادة من الدفتر المخصص له .‏

والملاحظة الثانية هو تراجع الطلب على الحلويات العربية الجاهزة بعد ارتفاع أسعارها الجنونية وعودة قسم لا بأس به من الأسر لصناعتها بمنازلهم كما اعتاد عليها أباؤهم وأجدادهم .‏

الأسعار رخصت ..‏

بدورها مديريات التجارة الداخلية تشدد رقابتها خلال وقفة العيد وأثناء العيد وتعلن جاهزيتها لتلقي أي شكوى وهو ما أكده محمود المبيض مدير التجارة الداخلية بدمشق محذرا من استغلال مثل هذه المناسبة من قبل بعض الباعة ولا داعي برأيه لشحن الأسواق بشراء مواد غذائية وغيرها تزيد عن الحاجة طالما المواد متوفرة بكثرة وأسعار الخضار والفواكه بمتناول الجميع و انخفضت في أغلبها كالتفاح والعنب والليمون والطحين والتمور والسمون والزيوت وغيرها ..‏

وقال : بات الجميع يدرك أن السلعة يحدد سعرها العرض والطلب وعندما يتسوق المواطن قبل وقت كاف للعيد أو أي مناسبة أخرى فإن ذلك يخفف الطلب قبل العيد بينما عندما يزيد الطلب على العرض قبل أيام فهذا يسمح للباعة بالتحكم بالسعر واستغلال ضعاف النفوس ازدحام الأسواق للغش وتمرير بضائع رديئة أحيانا بأسعار مضاعفة ..‏

وتوقع المبيض أن يتراجع الطلب على أسواق الألبسة والحلويات نظرا لأن أغلب الموظفين والطلاب يسافرون بدرجة أكبر من الأعياد الماضية نظرا لأن العطلة طويلة ومريحة وتخفف المصاريف عنهم أيضا رغم ارتفاع أجور النقل ..‏

الحلويات أرباحها فاحشة‏

ويفسر بعض المواطنين سبب برود حركة شراء الحلويات هذا العيد نتيجة ارتفاعها عن العيد الماضي مابين 50 إلى 200 ليرة للكيلو الواحد بينما لم ترتفع المواد الأساسية المكونة لها بنفس النسبة حيث اقتربت أسعار المبرومة والبلورية والآسية المصنوعة من السمن الحيواني من الألف ليرة وأسعار حلويات النواشف (البرازق والغريبة والعجوة ) من 300 ليرة .‏

ويبين سمير المحايري - موظف - سبب تردده بشراء الحلويات وتنقله بين محل وآخر قائلا : اعتدت أن أشتري للعيد نحو خمسة كيلو بأقل من ألفي ليرة بينما سعرها الحالي الضعف وقد اشتري نصف الكمية المعتادة أو نصنعها بالبيت .‏

أما السيدة أم خالد الحلبي - معلمة- التي بدت واثقة من نفسها فقالت : اتفقت مع جاراتي أن نعمل معمول العجوة و الجوز لأن الكيلو يكلفنا بحدود مئة ليرة ونستفيد من خبرة بعضنا ونتعاون بيننا وبذلك نوفر مبلغا كبيرا وبجودة عالية ويمكننا أيضا أن نشتري المواد الأولية ونعطيها لبعض صانعي الحلويات ليأخذ أجر الكيلو خمسين ليرة فقط ..‏

ويحمل مروان عيسى - مهندس - بعض محال الحلويات الشهيرة مسؤولية جنون الأسعار قائلا : أصبحوا يصدرون للخارج ويستغلون اسمهم ولهذا يرفعون سعرهم كما يشاؤون وأرباحهم مبالغ بها ولو حسبنا الغريبة أو العجوة لوجدنا أن الطحين يشكل مابين 50 إلى 70% منها وسعر الكيلو منه 30 ليرة وكذلك السكر بنفس السعر ونسبته أكثر من 20 % والسمنة لا تشكل بأحسن الأحوال 10 % وأضفنا إلى ذلك سعر الوقود وأجور اليد العاملة لأصبحت الكلفة لا تتجاوز 160 ليرة فكيف يباع بثلاث مئة ليرة وإذا كان تواصي يصبح سعره 800 ليرة ولا ندري أين يذهب الفرق من إضافات طالما نفس المواد الأولية وكذلك سعر المبرومة التي تباع مابين 700 إلى ألف ليرة والتواصي تصل مابين ألف وخمسمائة والألفين دون أن نفهم الإضافة للتواصي سوى العلبة الأنيقة ..‏

و نصائح حماية المستهلك‏

شددت وزارة الاقتصاد إجراءاتها الرقابية على الأسواق كما يقول د.أنور علي مدير حماية المستهلك وذلك لتوفير مستلزمات العيد بأسعارها المنطقية ونوعياتها المناسبة لاسيما الألبسة والحلويات إضافة للحوم والفواكه والخضراوات ونجاح هذه الإجراءات برأيه يتوقف على الرقابة الآنية والمستمرة لعناصر حماية المستهلك من جهة وعلى تجاوب الفعاليات الاقتصادية من جهة ثانية وعلى وعي المواطن من جهة ثانية وعدم سكوته على الخطأ وحسن اختياره للأسواق والمحال الموثوقة وعدم المبالغة في الاستهلاك والتقليد والاقتصار على حاجاته الفعلية والابتعاد عن العادات الاستهلاكية الخاطئة كعدم شراء الملابس بوقت مبكر وترك ذلك للأيام الأخيرة قبل العيد إن لم يكن قبل ساعات وهذا ما يجعل بعض الباعة يستغلون زيادة الطلب وضيق الوقت المتبقي قبل العيد .‏

وحول ارتفاع أسعار الحلويات هذا العام قال : الحلويات أسعارها محررة ويهمنا أن يكون السعر معلنا وعدم المبالغة به أو تقاضي زيادة عما هو معلن وسبب تفاوت الأسعار أن المحال الحلويات التي تعتمد على السمن الحيواني سعرها أعلى والبقية تعتمد على السمن النباتي وسعرها أرخص وعلى المواطن أن يختار ما يناسبه وتنصح العائلات الكبيرة لاسيما بالأرياف أن تصنع الحلويات الخاصة بالعيد في منازلها طالما متوفرة المواد الأولية له بيسر وسهولة وهذا يحقق وفرا كبيرا لها ويخفف العبء عنها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية