يكاد لايمر أسبوع إلا ونحن مع شيء عن ( إبداعات الرحابنة)... نتابعه بشغف..في كل مرة نحاول أن نعرف سر هذه الظاهرة،إلا أننا يوماً إثر آخر نكتشف أن سرها في وجود الثلاثي (فيروز وعاصي ومنصور معا)..هذه النتيجة التي أتت على لسان الياس الرحباني الشقيق الثالث للرحابنة في برنامج (نقطة تحول)الذي تعرضه قناة ام بي سي...
مع أن البرنامج استضاف بشكل رئيسي الياس الرحباني ليتحدث طيلة الحلقة عن الظاهرة الرحبانية ونقاط تحولها..إلا أن ما أغنى الحلقة بالإضافة إلى هذا اللقاء ،هي تلك المواد الأرشيفية التي اعتمدها البرنامج حتى بدا وكأنه قدم بانوراما لأعمال الرحابنة الغنائية والمسرحية والسينمائية..
عادة نقاط التحول التي يركز عليها البرنامج عند كل شخص تتعلق بمسيرته المهنية أو حتى الشخصية..هنا بدت أقرب إلى دراسة عن التأثير الذي قام به الرحابنة في كل مجال تعاملوا معه..ابتدأ بالأغنية ثم انتقل إلى المسرح ثم إلى السينما ..ليلخص على لسان إحدى الشخصيات التي استضافها نقاط تحولهم الفنية في الأغنية والشعر وفي المسرح..
تلك الشخصيات التي كان البرنامج يترك الرحابنة... ويأتي إليها ليأخذ شهادة ما،لاتتمكن من تقديم ما يمكن أن يغني المشاهد...
الجديد الذي عشناه في البرنامج كان من خلال الطريقة التي تعامل بها مع تلك المواد حيث بدا ممنهجا يسل بتلقائية من حالة الإبداعية إلى أخرى بكثير من الدقة والتكثيف ،مصاحبين بأرشيف مرئي غني،اقتطع لنا موجزاً عن أعمالهم..
كنا ننتقل في البرنامج مابين التحولات الإبداعية-الفنية،ومابين التحولات الشخصية .هكذا عرفنا تلك التفاصيل الدقيقة عن مرض عاصي وفي الوقت ذاته عرفنا كيف تخطاه بما يشبه المعجزة ليتابع إبداعاته..وكأن الموسيقا تمتلك ذاك السحر الشافي..
نقاط تحول كثيرة ركز عليها البرنامج وما أن يقترب من الشخصي حتى يبدو وكأنه يهرب منه إلى العام ربما منبها بشكل غير مباشر بقية البرامج كي تقدم الخصوصية ضمن منطق يحترمها، يقترب منها بمقدار ضئيل ليوضح تأثيرها على مسيرتهم الفنية..
البرنامج من خلال اللقاء الرئيسي مع الياس الرحباني دمج مابين الحاضر والماضي الغني..حتى انه انطلق إلى المستقبل من خلال سؤاله (ماذا ننتظر من الرحابنة الأبناء)..والمفاجئ الجواب الذي قاله ( الموسيقار الياس الرحباني) اذ إنه أكد أنهم لم يقدموا هاما بعد مسرحية الانقلاب التي قدمت قبل أكثر من عشر سنوات..
بعض البرامج رغم أنها تتناول موضوعا قدم مرارا إلا أنها تتميز بالطريقة التي تقدمه بها..بتلك الرشاقة التي تحاول من خلالها إعادة صياغة الإبداع الفني برؤية إنسانية أعطته الجدة التي نفتقدها في الكثير من البرامج..