حاولت واشنطن التي وافقت أمس على تزويد باكستان بـ 14 مقاتلة من طراز اف 16 تبرير ضرباتها الجوية ضد باكستان في سابقة قانونية وفي خطوة هي الاولى من نوعها رغم ماتوقعه هذه الضربات الجوية التي تنفذها طائرات من دون طيار من ضحايا بين المدنيين العزل.. في وقت توجه لواشنطن اتهامات من منظمات لحقوق الانسان بأن هجماتها على المناطق الباكستانية ترقى إلى درجة تصفيات خارج نطاق القانون.
فقداعتبرت وزارة الخارجية الاميركية ان الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الاميركية بدون طيار في افغانستان وباكستان لاستهداف المسلحين والتي يذهب ضحيتها في الكثير من الاحيان مدنيون تستند الى حق الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي.
ونقلت (ا ف ب) عن هارولد كو المستشار القانوني لوزارة الخارجية الاميركية قوله في خطاب نشر على موقع وزارة الخارجية مقدما اول تبرير قانوني للغارات .. ان هذه الضربات والغارات الجوية تستهدف عناصر القاعدة وطالبان وبما ان الولايات المتحدة في حالة نزاع مسلح مع هاتين المجموعتين وحلفائهما نتيجة هجمات 11 ايلول فبامكانها ان تستخدم القوة بما يتماشى مع حقها في الدفاع.
ولكنه اضاف امام مؤتمر الجمعية الاميركية للقانون الدولي انه فيما يتعلق بمسألة الاستهداف التي جرى التعليق عليها كثيرا في وسائل الاعلام والاوساط القانونية الدولية فتوجد بالطبع حدود لما يمكن ان يقال في العلن معتبرا انه ووفقا للرؤية المتأنية للادارة الاميركية فان اختيار الاهداف بما فيها العمليات المميتة التي تستخدم فيها طائرات بدون طيار يتماشى مع القوانين المعمول بها بما فيها قوانين الحرب.
ورد كو على اتهامات منظمات حقوق الانسان بالقول ان الحظر الاميركي على عمليات الاغتيال التي تنفذها الحكومة لا ينطبق على هذه الحالة معتبرا ان الحكومة الاميركية ليست مضطرة لاعطاء المسلحين المستهدفين في هذه الضربات حقوقا قانونية لان الولايات المتحدة في حالة حرب.
وفيما تؤكد السلطات المحلية في كل من باكستان وافغانستان ومنظمات حقوق انسان دولية سقوط الكثير من الضحايا المدنيين من البلدين بين قتيل وجريح في الغارات الاميركية اصر كو على ان الحكومة حريصة على حصر الهجمات بضرب اهداف عسكرية مشروعة وعلى الحد باكبر قدر ممكن من سقوط ضحايا مدنيين في هذه الضربات.
واثار مقتل مدنيين في ضربات الطائرات بدون طيار غضب الافغان والباكستانيين وعزز المشاعر المعادية للاميركيين والمطالبات برحيل القوات الاجنبية عن هذين البلدين.
في المقابل اعلن قائد القوات الجوية الباكستانية راو قمر سليمان أمس ان الولايات المتحدة وافقت على تزويد باكستان بـ 14 مقاتلة اخرى من طراز اف16.
ونقلت وكالة الانباء الصينية (شينخوا) عن سليمان قوله ان الولايات المتحدة ستقدم لبلاده أيضا صواريخ ذات امكانات الاطلاق خارج مدى الرؤية.
يشار الى ان باكستان والولايات المتحدة اجرتا في واشنطن الاسبوع الماضي حوارا استراتيجيا وأن الاخيرة أبدت رغبتها بتحسين العلاقات مع اسلام أباد ووعدتها بمساعدات عسكرية ومالية.
في هذه الاثناء أعلنت السلطات الباكستانية مقتل تسعة مسلحين في غارة جوية نفذتها مروحيات مقاتلة على مخابئ للمسلحين بالقرب من الحدود مع افغانستان.
كما قتل ثلاثة مسلحين في اشتباك شمال غرب البلاد بين الجيش والمسلحين في وزيرستان الجنوبية بالاضافة إلى جندي باكستاني.
وفي منطقة كرام على الحدود مع افغانستان عثرت السلطات الباكستانية على ست جثث مصابة باعيرة نارية تعود الى لاجئين افغان كانوا اختطفوا قبل نحو ثلاثة ايام.
وكان الجيش الباكستاني شن اواخر العام الماضي عملية عسكرية واسعة ضد مسلحي طالبان الباكستانية في وادي سوات اعقبها بعملية اخرى في وزيرستان الجنوبية شمال غرب البلاد.
وفيما يشبه الرد فجر مسلحون مدرستين في منطقتي محمد وخيبر القبليتين في شمال غرب باكستان أمس في هجمات جديدة ضد المؤسسات التعليمية.
وقالت مصادر رسمية ان مسلحين مجهولين زرعوا عبوات ناسفة في اجزاء مختلفة من مدرسة تتكون من 16 حجرة تم تفجير 11 منها بالكامل والحقت اضرارا طفيفة بالحجرات الخمس المتبقية.
يشار الى ان هذه المدرسة الـ 36 التي استهدفها المسلحون منذ كانون الثاني 2009 في منطقة محمد.
وفي حادث اخر وقع في منطقة خيبر فجر مسلحون مدرسة حكومية ابتدائية حيث تم تدمير قسم كبير منها بالكامل ولحقت اضرار طفيفة بقسم اخر.
وتشهد انشطة التعليم وخاصة تعليم الفتيات في اجزاء من الحزام القبلي بشمال غربي البلاد معارضة قوية من المسلحين الذي دمروا مئات المدارس في السنوات القليلة الماضية.