ثقافة غذائية
تتمنى معظم الأمهات أن يتمتع ابنها بالاكتناز وترى معظمهن أنه دليل صحة وعافية وتسعى بكل الوسائل لزيادة وزن ابنها بوصفة مجربة من صديقة أوجارة وتجتهد على اختلاف سنوات عمره بفاتح شهية من صيدليتها المنزلية ويبقى عندها هاجس زيادة وزن طفلها حتى لو تجاوز وزنه الحدود الطبيعية في المخطط البياني للنمو.
وأما القلق من النحافة التي غالباً ماتكون صحية وطبيعية مرده الفهم الخاطئ لمعنى الصحة الجسدية وإلصاق البعض صفة الشطارة والمثالية بالأم التي يتصف أبناؤها بالسمنة حتى لو وصلت إلى درجة البدانة المرضية ،أمام هذه المشكلة اليومية والهامة لبناء جيل سليم لابد من التسلح بثقافة غذائية تأخذ بعين الاعتبار التوازن والتكامل في غذاء الطفل ،ثقافة ليست ببعيد عنا بإمكاننا أن نستقيها من وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة،هذه الأخيرة التي تفضلها ربة المنزل وهي تنجز أعمالها المنزلية ،ومن نشرات المراكز الصحية ،من طبيب الأولاد ،من تجربة الأم والجدة .
الوجبات المنزلية
في ورشة تدريبية على دليل الرعاية الأولية للطفولة المبكرة أكدت الدكتورة أسماء الياس على أهمية الغذاء المتوازن المتكامل للطفل ،فهناك أغذية الطاقة وأغذية النمو ،وأغذية البناء والطفل بحاجة إليها كلها بحدود معينة والرضوخ لرغبة أبنائنا بتقديم فقط النوع الذي يحبونه من أكبر الأخطاء التي غالباً ترتكبها الأم عندما تقع في فخ الحنان ولضيق الوقت قد تستبدل الأم العاملة ،الوجبة المنزلية الشهية الرائحة واللون بوجبة سريعة ولتعويض ابنها الغياب الطويل تستقبله بمزيد من المأكولات المحببة كرقائق البطاطا والبسكويت والشوكولا مما يقلل شهيته للطعام مهما تفننت في طهوه ،وتعددت أشكال أطباقه ،وتبرز مشكلة تشجيعه على الطعام هم يومي بحاجة إلى صبر وفهم وتفهم وخصوصاً إذا كان الطفل مزاجيا ومدللا جداً.
عادات غذائية خاطئة
قد تنصحك عزيزتي الأم إحداهن في حال إضراب طفلك عن نوع معين من الطعام بتركه دون الإلحاح عليه وإقناعه بضرورة التجريب وترغيبه بالفائدة الصحية ،تنصحك بتجاهله تماماً حتى يجوع عندها سيلتهم على حد اعتقادها كل ماتقدمينه له وهذه معلومة خاطئة طبياً ونفسياً لأن الطفل في كثير من الأحيان سيتعلم العناد والعصبية مقابل إرهاق عصبي لك .ويفيد اختصاصيو التغذية في مثل هذه الحالة باللجوء الى التغيير في شكل الأطباق لمقدمة للطفل والطهي بطريقة مختلفة (فالأطفال مثلاً في عمر السنتين يأنفون البطاطا المهروسة مع الحليب ولكنهم يحبون البطاطا المقلية )ويساوم بعض الأبناء الأهل على الطعام ويصبح طعامهم اشتراطيا ..طبق الخضار ،ثم الشوكولا أي الشوكولا مكافأة تشجيعية على تناول طبق الخضار وهنا لماذا لايكون صحن الخضار هو المكافأة إن تناول الطفل صحن مهلبية من صنع يدي أمه ؟ وفي كثير من الأحيان تثور الأم وتغضب ان رفض ابنها الأكل وتهدده بالحرمان من المصروف وتجبره على الطعام ودموعه تبلل خديه ولافائدة ترجى من الطعام بتعدده وتنوع أصنافها والأفضل أن تضفي جواً من الفرح والمرح لتجعل من مناسبة إطعامه احتفاءً هاماً بإبعاد الأمراض عنه .
اهتمام مضاعف
في ظل الأزمة الخانقة والتي أثرت على الأطفال صحياً ونفسياً ، يصعب على الأهل تأمين متطلبات غذائهم المتوازن لارتفاع الأسعار الجنوني على المواد الغذائية ويقعون فريسة للحيرة والإحباط والخوف والقلق على صحة أبنائهم ،هذا الجانب الصحي للطفل من اجل مجتمع صحي تنخفض فيه نسبة الأمراض والأوبئة فقد اهتمت وزارة الصحة اهتماماً مضاعفاً أثناء الأزمة بدءاً من اللقاح الذي وصل إلى أبعد المناطق السورية ليشمل كل أطفال سورية وصولاً إلى تضمين غذائه المواد الضرورية للنمو .
الدكتورة عبير العبيد ،مديرة برنامج القرى الصحية تشير إلى وجود مايسمى ببرنامج التغذية في المراكز الصحية الذي يهتم بقياس نمو الأطفال ويقدم لناقصي النمو غذاء مكملاً مجانيا كزبدة الفستق ،بسكويت عالي الطاقة ،فيتامينات )كما هناك تدريب مستمر للعاملين الصحيين للتعامل مع المشاكل النفسية التي تواجههم في المركز .