ومن يشغل باله كثيراً بهذا الوهم يمكن إحالته بكل بساطة إلى حالة القلق الإسرائيلية المتصاعدة التي تجسدت واقعاً ملموساً في الإعلام الصهيوني وقد بلغت ذروتها مع الانجازات المتلاحقة لبواسل قواتنا المسلحة في دحر الإرهابيين وقطع خطوط إمدادهم الممتدة من حدود مملكة العار الهاشمية حتى حدود الوهم الإسرائيلي المجاور.
القلق الإسرائيلي بالطبع له ما يبرره، إذ لم يتوقع قادة الإرهاب في هذا الكيان الغاصب أن تنهار بيادقهم الإرهابية التكفيرية بهذه السرعة، وأن تولّي وجهها الأسود شطر الحدود التي أطلقت منها لبناء المنطقة العازلة التي تحمي كيان العدوان والإرهاب من قلقه على مصيره، ولم يستوعب هؤلاء الحمقى دروس «عين العرب» البلدة السورية المقاومة التي دفنت بصمودها الأسطوري وبطولات أبنائها حلم أردوغان ودواعشه التكفيريين بإنشاء منطقة عازلة لدواعشه الآخرين من «معتدلي» الدوحة واسطنبول في شمال سورية، والإسرائيليون أولى بالقلق والخوف من غيرهم وإن كان القلقون من صمود سورية كثراً على رقعة التآمر الإقليمي والدولي.
يدرك العقل الصهيوني المتأزم أكثر من غيره أن سورية ستخرج من محنتها وستعود أقوى مما كانت ولذلك كان ديدنه العمل بكل ما يستطيع لتأخير هذه العودة التي لها ما بعدها، فالجولان هو «وسط سورية وليس على حدودها» وجبهته سوف تفتح وفق حسابات السوريين لا وفق حسابات المحتل ومرتزقته، ولأن فرائص الإسرائيلي ترتعد من ذكر كلمة «المقاومة» فقد كان عليه أن ينتظر أفعالها الحقيقية عند تخوم الجولان ثم ما بعد ما بعد الجولان..!!
قد يكون من المفيد أن يخرج التحالف بين الإرهاب التكفيري والإرهاب الصهيوني للعلن وأن يظهرا في نفس المشهد، كي يطاح بهما معاً، وتتهيأ المنطقة لسقوط ممالك الخنوع والعمالة والتآمر المتحالفة معهما والظاهرة في المشهد ذاته..؟!