لمختلف مواد البناء وبقراءة متأنية للأرقام نجد أن مادة الاسمنت كانت في مقدمة المبيعات حيث بلغت كمياتها: 399190,580 طناً كانت قيمتها ملياراً و675 مليوناً و466218 ليرة وبالعودة الى كميات الاسمنت التي وزعت في محافظة حمص العام الماضي نجد أننا بحاجة الى الإجابة على السؤال التالي: ما الحاجة الحقيقية لمحافظة حمص من الاسمنت?
وهل ما وصل يسد حاجتها الأسئلة مشروعة .. والإجابة كانت من السيد: فهد دياب الدياب مدير فرع عمران حمص الذي أوضح أن الحاجة الحقيقية السنوية تقدر بحدود 900 ألف طن بمعدل 2500 طن يومياً وفي المستقبل القريب نحن بحاجة الى كميات أكبر قد تصل الى مليون طن سنوياً ويعود ذلك الى النهضة العمرانية التي تشهدها المحافظة والخطوات المتسارعة في عمليات بناء المدينة الصناعية بحسياء بالإضافة الى أن هناك مشاريع على وشك التنفيذ مثل ومعمل للغاز وآخر للسكر والوارد اليومي للمحافظة من الاسمنت حالياً من معملي الرستن وطرطوس والذي يتراوح بين 700 الى 800 طن يلبي ثلث حاجة المحافظة ونقص المادة يبلغ يومياً بحدود 1500 طن وهذا النقص يشجع على السمسرة.
أمام هذا الواقع.. أين يكمن الحل??!
يبين السيد مدير الفرع :إن الإدارة تحاول توزيع الإنتاج المحلي بالتساوي بين كافة الفروع في المحافظات لأن المشكلة ليست في محافظة حمص بل على مستوى البلد بالكامل.. والسيد المدير العام قام بزيارة لألمانيا لتوقيع عقد استيراد 500 ألف طن من الاسمنت العام الحالي لتأمين حاجة المحافظات من الاسمنت وأشار مدير الفرع أن المؤسسة لها عتب كبير على المستوردين والمستثمرين حيث لا يستوردون الكميات المطلوبة التي تستطيع أن تخفف من حدة نقص المادة.. علماً أن سعر المستورد مفتوح لسوق العرض والطلب... ورغم أن الجهات المختصة سمحت لقطاع المستثمرين في المدن الصناعية وغيرها باستيراد حاجتهم مباشرة إلا أنهم يصرون على استجرار احتياجاتهم من المنتج المحلي بسبب رخص المادة المنتجة محلياً.. ونعتقد أن خطط تطوير عمل المؤسسة والسماح لها بالاستيراد المباشر للمادة وبيعها أسوة بالقطاع الخاص يمكن أن تخفف من حدة الأزمة إذا لم نقل حلها على خلفية أن - عمران- لا علاقة لها بالإنتاج وهي وسيط بيع ما بين المنتج والمستهلك, وأمام هذا الواقع والذي نعاني منه منذ عدة سنوات وزيادة الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك يبقى السؤال ألم يكن هناك مؤشرات لحاجة القطر من الاسمنت مستقبلاً لتلافي الأزمة قبل وقوعها??. وهل رفع سعر كيس - الاسمنت الى 335 ليرة حل المشكلة وجعلها حافزاً لمستوردي القطاع الخاص بالاستيراد بكميات كبيرة?وهنا نؤكد أن المشكلة ليس في سعر كيس الاسمنت بل المشكلة في عدم توفره ومن خلال لقائنا مجموعة من المواطنين أكدوا أنه لاثقة لهم بانخفاض السعر مستقبلاً لأن لا شيء يرتفع سعره ويعود لينخفض أسعار العقارات ما إن صدر القرار حتى ارتفعت بشكل لايكاد يصدق لأن كل شيء في البناء معلق بمادة الاسمنت وطلب جميع المتعهدين للقطاعين العام والخاص الإنشائي بلحظ زيادة سعر الاسمنت وانعكاساته على التعهدات والأعمال التي يقومون بتنفيذها حيث راجعنا مجموعة من المتعهدين وطلبوا من الجهات المعنية إما توقيع ملاحق عقود جديدة يلحظ فيها زيادة ثمن الاسمنت.. أو بيعهم الاسمنت بالسعر القديم كي لا يتعرضوا للخسارة وخاصة للمشاريع الإنشائية الضخمة.
وأخيراً وأمام كل هذا الواقع نجد أنفسنا بحاجة الى الإجابة على السؤال التالي:
هل زيادة الأسعار. وما سيرافقها من زيادة من الأجور سيحل المشكلة??! أم إن هناك خيارات أخرى يمكن أن تكون أكثر نجاعة في حل أي مشكلة ?! والذي يأتي في مقدمة هذه الخيارات زيادة الإنتاج بشكل يلبي الحاجة الحقيقية لسوق العرض والطلب للمادة مع الأخذ بعين الاعتبار أن المادة الأولية لإنتاج الاسمنت متوفرة بكثرة في بلادنا .
وأخيراً: لا يمكن اقناع المواطن إن هذا العمل كما يقال هو تعديل أسعار وليس ارتفاع أسعار.