تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حملة التضليل ضد سورية إلى أين?

الثلاثاء 21/2/2006م
محمد عبد الكريم مصطفى

لم تخل مناسبة ظهور مسؤول أميركي على الإعلام من توجيه اتهامات وانتقادات لسورية حتى بات اسم سورية يتصدر جميع التصريحات

التي يدلي بها أعضاء الإدارة الأميركية حول مشكلات العالم!!حقيقة إنه أمر في غاية الغرابة, أن يتم زج اسم سورية في كل صغيرة وكبيرة على الرغم من أن السياسة السورية تعد من أكثر السياسات ثباتا, ووضوحا سواء من جهة مكافحة الإرهاب, أو من جهة الوقوف إلى جانب المستضعفين والمنكوبين في العالم وخاصة التعاطف مع الشعوب التي تحتل أراضيها بالقوة وتخضع لطغيان الغزاة كما يحصل في فلسطين المحتلة والعراق وغيرها وإن كل من يزور سورية ويطلع على نهجها السياسي عن قرب ويدخل إلى أعماق الثقافة الشعبية السورية يرى مدى إيمان الشعب السوري بحوار الحضارات من أجل تحقيق السلام العالمي وإن القيادة السياسية في سورية تدعم حوار الثقافات وتدعو إليها, ألم يكن الرئيس بشار الأسد من دحض فكرة صراع الحضارات ورفضها ونادى بحوار الحضارات وتفاعل الثقافات لما فيه خير شعوب العالم قاطبة? كذلك كان الرئيس الراحل حافظ الأسد أول من طرح محاربة الإرهاب لكن ليس ما تسميه إسرائيل إرهابا بينما هو في الأساس مقاومة حسب التعريف القانوني والمنطقي! وكان القائد الخالد حافظ الأسد قد طالب المجتمع الدولي بعقد قمة لتحديد تعريف عالمي دقيق للإرهاب ومن ثم حشد طاقات العالم بأجمعه لمحاربته والقضاء عليه لكن الإدارة الأميركية وبإيحاء من الكيان الصهيوني الذي يمارس الإرهاب المنظم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وخارجها كانت ترفض باستمرار تحديد تعريف ثابت لهذه الظاهرة التي تقلق الإنسانية بأجمعها وكان الليكوديون في البيت الأبيض الأميركي الذين يساندون الكيان الاستيطاني الصهيوني يعارضون ويتجاهلون ضرورة الوصول إلى معنى محدد للإرهاب وإن ذلك بقصد لصق تهمة الارهاب على كل من يناقض السياسة الأميركية ومصالحها في العالم وهذا ما عبر عنه الرئيس الأميركي صراحة حيث قال:( إن كل من ليس معنا فهو مع الإرهاب) فهل هناك من تشويه لمعنى الإرهاب أكثر من ذلك أم أن التعابير والتسميات تجير حسب مقتضيات اللحظة والدور الذي يحتاجه تنفيذ المخططات الاستعمارية حيث يستبقونها بتهيئة مزيفة للرأي العام الداخلي والعالمي من خلال أكاذيب مفضوحة يتبناها الإعلام المأجور ويتم بموجبها خلق المبررات التي تخدم أهدافهم الشريرة مباشرة من هنا نجد أن الحملة الإعلامية المضللة التي تسخرها الإدارة الأميركية اليمينية لمزيد من الضغوط على الشعب السوري وعلى قيادته التي تعمل بوحي المصالح الوطنية والقومية العليا وإن هذه الحملات المضللة تواجه بالوعي الشعبي العالمي الذي عراها وكشف أهدافها وحولها إلى فقاعات...‏

لكن ما يدعو للغرابة مشاركة بعض وسائل الإعلام العربية لهذه الحملة التي تقوم بتفريغ بعض من سمومها التي اختزنتها من ينابيع الذل والتبعية الأميركية وهي بالأساس لاتخدم غير المصالح الإسرائيلية متجاهلة الواقعية والمصداقية اللذين ينتظرهما الشارع العربي من هذه الوسائل وكأنها توجه أحقادها وسمومها لشعوب متخلفة غير قادرة على التمييز بين الملفق والصادق لكننا نؤكد لهؤلاء المأجورين وأسيادهم بأن الشعب العربي من أكثر شعوب العالم ذكاء وتمسكا بهويته القومية ويعتز بعروبته وهو الذي سيكون في نهاية المطاف الحكم العادل وصاحب القرار في تقييم قياداته ويعبر عن ذلك من خلال منظماته التي تمثله أحسن تمثيل وعندها سيجد أن القيادة السورية هي أكثر القيادات شفافية وصدقا مع الشعب العربي وكان مؤتمر المحامين العرب الثاني والعشرين الذي انعقد في دمشق مؤخرا مرآة صادقة تعكس رؤية الجماهير العربية لسورية ولقيادتها وقد أعلنت وقوفها مع سورية وشعبها في وجه الحملة العدوانية التي تشن عليها ومهما تناولت وسائل الغدر الموقف السوري فلن تستطيع أن تنال من عزيمة الصمود التي تتبناها سورية وقيادتها وشعبها الذي يزداد تمسكا بوطنيته مصدر قوته ومنعته ضد المعتدين وعملائهم الموتورين والمتخبطين الذين يحاولون إثارة الفتن بأفكارهم المزروعة في رؤوسهم وفي الوقت ذاته تمثل ثقة الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج وتأييدها للسياسة السورية عامل أمان إضافياً يعتز به ويتمسك باستمراره الشعب السوري الذي يعرف أن قوة سورية هي منعة للأمة العربية.‏

Email:m.a.mustafa@mail.sy‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية