تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جلد الذات

شؤون ثقا فية
الثلاثاء 21/2/2006م
ديب علي حسن

(السكوت علامة الرضا) والرضى نهاية المطاف وبداية التيبس,

فرضا المبدع عما قدمه يدفعه الى الدعة والكسل والخمول وعدم البحث عما هو جديد فيما يسعى اليه, وبكل تأكيد فإن القلق المبدع الذي يدفع صاحبه لأن يطرق ابوابا ومجاهل ويجوب اغوارا و وهاداً, هو غير جلد الذات الذي نمارسه كل يوم, وربما كل ساعة, ولنقل بصيغة ادق يمارسه من يجب ان يكون في مضمار العمل,يقدم ويعمل ويقول:‏

هاأنذا, وهذا مااقوم به, بل يحق له ان يقول وبصوت عال:‏

هذا زرعي وحصادي, فماذا عنكم?! قبل ان نجلد ذواتنا بسياط ليست حقيقية, دعونا نسأل من يجلدنا ويعيد جلدنا بين الجلدة والجلدة: كيف لنا ان نقول لمن يهرق كأس ماء انت مسرف ونحن نلوث مجرى نبع, كيف لنا ان نقول لشاعر جاع صغاره ودميت قدماه وهو يبحث عن منافذ امل كيف لنا ان نقول له: انك لاتزال مغمورا, ومجموعتك الشعرية لم يقترب منها اي ناقد.. بل وكيف لنا ان نجلد مشهدا ثقافيا صنعناه بأيدينا وبعبارة ادق اضفنا الى مشهد بؤسه بؤسا فيما نحن فاعلون.. اظن ان آفتنا الحقيقية تكمن في اننا نرى انفسنا نقادا وقد اكتملت رؤانا قبل ان نكون قادرين على فك طلاسم حروفنا, نهدم اكثر ممانبني, وكل مشهد ثقافي او فكري نعيده الى نقطة الصفر يرتفع مدماكا ليعود الى البدء, نتجادل ونتساجل دون ان نعي ان العمل ميدان حقيقي يفرز المبدع ويبرز الناقد..‏

كل منا يريد حصادا قبل ان يزرع, ويريد ان يحلق بجناحين من شمع في رونق الضحى.. قد يكون السكوت في نهاية المطاف علامة الرضا ولكنه سكوت عن ثرثرة قدلاتكون مجدية لان كل حبر يراق, ورأي يقال مالم يكن فاعلا او منطلقا من عمل او اداء عمل فهو ثرثرة ولغو لااكثر ولااقل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية