تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قتلوه سهواً...وهم يصطادون الطيور..

اللاذقية
حوادث
الثلاثاء 21/2/2006م
سورية عبدو

ركب الرجل جراره الزراعي وانطلق به يجتاز البيوت الهاجعة تحت البرد والريح

وهناك وعلى تلة تطل على قرى نامت تحت الخضرة وقف الرجل يلف سيجارة التبغ البلدي وعيناه تسرحان بعيداً. وبعد أن انتهى من شرب سيجارته حمل تلك الأراضي المطرزة بين جفنيه وانطلق بجراره صوب أرضه وكأن له موعد مع عشيقته تأخر عنها.‏

حينما دخل العم محمد أرضه شعر بالطمأنينة رغم خلو المكان, وقبل أن يترجل عن جراره, وقبل أن تلامس أكفه شجيرات الزيتون, كان له القدر بالمرصاد..!‏

الرأس المترع بصور الأحبة.. من زوجة وأهل وأولاد.. الرأس الطافح بالأماني وصور الغائبين نسفته طلقات طائشة..!‏

طلقات نارية اخترقت الفضاء الضبابي وهشمت جمجمة الرجل الذي لم يفرح برؤية الأشجار المنتصبة التي كانت تحرس الطريق!.‏

عظام الجمجمة التي كانت قبل قليل صندوقاً يعج بأسرار العمر كله, تطايرت وسال منها سائل دماغي ساخن, تناثر فوق جراره الأخرس الذي لم يسمع ولم يشاهد وسقط الرجل في حضن الأرض التي شربت منذ عشرات السنين من عرقه جثة هامدة.‏

وهناك وعلى بعد أمتار سمع أحدهم أصوات طلقات نارية سارع إلى المكان وفور مشاهدته الحادث اتصل عبر هاتفه النقال بسيارة الإسعاف التي حضرت فوراً ونقل القتيل إلى المشفى الوطني باللاذقية. لكنه كان قد فارق الحياة من اللحظة الأولى.‏

الكشف على الجثة‏

وبحضور هيئة الكشف الطبي والقضائي تبين ثبوت عدة حبات خردق كبيرة الحجم في الجسم ناتجة عن سلاح صيد عيار 12 مم.‏

من خلال المتابعة الدقيقة من قبل العميد ماجد تحسين مدير منطقة الحفة والعميد محمد ابراهيم رئيس فرع الأمن الجنائي باللاذقية والنقيب أحمد برهو في قسم البحث الجنائي ومن خلال البحث والتحري وجمع المعلومات السرية والعلنية في مكان الحادث والقرى المجاورة توصل فريق العمل إلى معلومة مفادها, إنه بتاريخ وقوع الحادث 11/1/2006 شاهد بعض سكان القرية المجاورة عقب الحادث مباشرة سيارة نوع بيجو 207 لون كحلي تضم ثلاثة أشخاص وبحوزتهم بواريد صيد. وإن هؤلاء الأشخاص سألوا أحد الأشخاص (الشاهد) عن الطريق الواصل إلى قرية الحميدية, وبالمتابعة الدقيقة والتركيز على أوصاف هؤلاء الأشخاص تبين أنهم (ع.ش) (و.ي) (س.ح).‏

وبإلقاء القبض على هؤلاء الأشخاص. اعترفوا بأنهم كانوا بنفس التاريخ 11/1 في نفس المنطقة يقومون بصيد الطيور وأكد أحدهم بأنه شاهد جراراً زراعياً يمر من منطقة بعيدة عن تواجدهم. وكانوا يطلقون النار على الطيور بقصد الصيد. وأثناء إطلاق النار شك أحدهم وهو (س) بأنه ربما قد أصاب أحداً, وفي نفس اللحظة غادروا المكان وسمعوا صوت سيارة إسعاف وبالتوسع بالتحقيق مع المقبوض عليهم أكدوا بأنهم خرجوا إلى تلك المنطقة من أجل اصطياد الطيور فقط وليس لهم غاية مع أحد, ولم يعرفوا بأنهم أصابوا المدعو (محمد).‏

نتيجة‏

ونتيجة التوسع بالتحقيق وجمع المعلومات من أهالي القرية وبناء على شهود أكدوا بأنهم شاهدوا المقبوض عليهم الثلاثة في نفس المنطقة أثناء تعرض المدعو محمد لطلق ناري, وأن الثلاثة سألوا أحد الأشخاص عن الطريق الصحيحة لأنهم تاهوا في أحد الطرق وبناء على مطابقة مواصفات الخردق الذي عثر عليه في جثة المغدور وفي المكان الذي توفي فيه مع الخردق الموجود في بارودة الصيد العائد للمقبوض عليهم وبناء على اعترافاتهم. قدم الثلاثة إلى القضاء (س.ح) (و.ي) (ع.ش) لإقدام الثلاثة على جرم التصيد في منطقة مأهولة وإصابة شخص والتسبب بوفاته بالقتل الخطأ مع جهالة الفاعل عملاً بأحكام المادة 654 من قانون العقوبات السوري.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية