تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من إصدارات القيادة القومية .. هرتزليا والمسألة الأكثر إشكالية في العقل الصهيوني

الدراسات
شؤون سياسية
الخميس 3-6-2010م
بقلم الدكتور فايز عز الدين

مؤتمر هرتزليا والمسألة الديمغرافية هو الإصدار الجديد لهيئة الأبحاث في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ويتوزع عبر 176 صفحة من القطع المتوسط على مقدمة وخاتمة وخمسة فصول تتحدث عن لجوء الكيان الصهيوني إلى عقد سلسلة من المؤتمرات تحت اسم «هرتزليا» منذ عشر سنوات وتتركز على المسألة الديمغرافية.

يبدأ الكتاب الجديد حديثه عن فكرة عقد «هرتزليا» كل عام، حيث انعقد المؤتمر الأول عام 2000 وصولاً إلى المؤتمر العاشر هذا العام 2010، وركزت هذه المؤتمرات على موضوعات عديدة كالهوية والتعليم والاستراتيجية العسكرية والأمن والبحث العلمي والاقتصاد، إلا أن الموضوع الأهم الذي شغل الجانب الأخطر في تلك المؤتمرات وكان البند الدائم على جدول أعمالها هو دون شك المسألة الديمغرافية، لأنها المسألة الأكثر إشكالية في العقل الصهيوني لأن عدونا يعرف تماماً أنه جاء ليستولي على الأرض بالقوة ويطرد الفلسطينيين وهو يؤمن بأن الوجود الفلسطيني على أي بقعة من الأرض المحتلة وبأي نسبة كانت هو بمثابة الدليل الدامغ على جريمة اغتصاب فلسطين، وهو دليل حي ينمو بسرعة أكبر من سرعة نمو عدد المستوطنين الصهاينة.‏

وقد ازدادت أهمية المسألة الديمغرافية بعد احتلال العدو للضفة الغربية وقطاع غزة.‏

فبعد أن تفاءل الكيان الصهيوني بأن جيشه المحتل وضع يده على كامل الأراضي الفلسطينية بين البحر والنهر بدأ يدرك مع مرور الوقت أن هذه السيطرة قد تغلق أمامهم احتمالات استمرار الدولة الصهيونية كدولة يهودية خالصة أو ذات أغلبية يهودية، وقد أجرى الباحثون الصهاينة عدة أبحاث تبين الخطر الناجم عن تفاقم المسألة الديمغرافية.‏

ففي حال استمرار الاحتلال ستصبح أرض فلسطين التاريخية ذات أغلبية عربية واضحة بعد عقدين من الزمن، أما احتمال قبول الكيان الصهيوني بتسوية قيام دولتين إحداهما يهودية والأخرى عربية مع تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق العودة للاجئين فإنه سيؤدي إلى قيام دولتين ذات أغلبية عربية في فلسطين.‏

وهكذا يرى قادة الكيان الصهيوني أنفسهم أمام عدة خيارات مغلقة بعضها -من وجهة نظرهم- سيئة وبعضها الآخر كارثية وهم مع ذلك كجميع العنصريين في التاريخ لا يجدون مهرباً سوى التورط في المزيد من التطرف والعنصرية، ولذلك نجد أن الشارع السياسي الصهيوني يزداد تطرفاً بمرور الوقت ويزداد عناداً واصراراً على الترويج لإجراءات منافية لبديهيات العمل السياسي، كأن يصر بعض قادة التحالف الحاكم على أن الحل الوحيد هو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم وتحويلهم جميعاً إلى لاجئين في البلدان العربية يلتحقون بأشقائهم الذين لجؤوا قبلهم في عامي 1948 أو 1967 وقد بلغ بهم الأمر إلى التهديد بتدمير الدول العربية إن هي عارضت أحلامهم، ويدخل في هذا الاطار تهديد ليبرمان وزير خارجية الكيان العنصري بتدمير السد العالي على الرغم من اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، ولأن المشروع الصهيوني قام ضد منطق التاريخ وعلى الرغم منه فإن مصيره هو المضي في صراعه مع حقائق التاريخ والجغرافيا حتى النهاية، أي حتى نهاية المشروع الصهيوني المحتومة.‏

لقد جاء كتاب «مؤتمر هرتزليا والمسألة الديمغرافية» ليضيف لبنة جديدة في جدار مكتبتنا العربية لإلقاء الضوء على طريقة تفكير العقل الصهيوني من الداخل والتناقضات المنطقية التي يعاني منها، وبات من المفيد قراءته من قبل كل الدارسين والباحثين والمهتمين والمختصين بالشأن الإسرائيلي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية