تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من أجل السلام.. ركبوا الأمواج

شباب
الخميس 3-6-2010م
لينا ديوب

شارك الشباب والشابات العرب في مختلف اللقاءات التي نظمتها الدول الأوروبية في السنوات الأخيرة الماضية والتي كانت تتمحور حول حوار الثقافات وهجرة الشباب ودور الشباب

في صنع السلام، وغيرها من المواضيع والقضايا التي تهم الشباب على ضفتي المتوسط، وهي في معظمها كانت تركز على معرفة الآخر واحترام الاختلاف بين الناس ، الاأنه كان لها هدف ضمني غير معلن وهو التطبيع بين شبابنا وبين شباب الكيان الغاصب اسرائيل، وان كان لم يتحقق خاصة بالنسبة للشباب السوريين .‏

ربما كانت تلك اللقاءات مفيدة واستطاعت الوفود التي زارتنا معرفة حياتنا عن قرب بأننا نسمع الآخر ونحاوره، ولسنا ارهابيين كما يصورنا اعلامهم، وربما تعرف شبابنا أيضا على الشيء الانساني المشترك مع هؤلاء الشبان، لدرجة ان احدى الفتيات الدانماركيات قالت في بداية رحلتها: حاولت أمي منعي من السفر الى سورية من خوفها علي، الاأنها في نهاية تلك الرحلة قررت العودة مع أمها إلى دمشق.‏

لكن كل تلك المحاولات والمبادرات ما ان تبدأ بتشكيل ملامح صورة جديدة للعلاقة بيننا وبين الدول الأوروبية، وبأنهم غير منحازين لاسرائيل، حتى ترتكب اسرائيل، ما يعيد تلك المبادرات الى نقطة الصفر عندما تقف صامتة ازاء مايحصل. ففي الوقت الذي يندفع فيه الشباب للعمل المدني السلمي للتضامن حول قضايا عادلة ومنها، التضامن مع حصار غزة، يهاجم الكيان الإرهابي سفن المتضامنين وتعتدي على حياتهم وانسانيتهم. ان جريمة كهذه تدفع الشباب إلى تكذيب كل تلك المبادرات، خاصة اذا التزمت دول أوروبا صاحبة تلك المبادرات الصمت تجاه هذه الجريمة. فاذا بدأ غضب الطلاب والشباب بالاعتصامات، ربما لن ينتهي عند المظاهرات.‏

واذا كان شباب غزة أنفسهم ، قد حاولوا نسيان عذاب الحصار اليومي، وذلك عبر اللجوء للبحر وركوب أمواجه، وهذا ماقام به فعلا مجموعة منهم مستخدمين ألواحا مطاطية يقومون بصنعها بأنفسهم. أوكانت خلال السنوات الماضية، قد حاولت بعض الجهود الدولية من مجموعات غير حكومية تقديمها لهم بقصد الدعم، وبعض هذه المجموعات موجود داخل الأراضي المحتلة، ومنهم مجموعة"ركوب الأمواج لأجل السلام".‏

والتي قامت بإرسال ألواح لركوب الموج وثياب خاصة بهذه الرياضة لنحو عشرين شابا فلسطينيا، الا أن ماجرى أول أمس يظهر تلك الرياضة فذلكة. وما تقدمه مجموعات السلام قبض فراغ.‏

أما بالنسبة للشاطئ، فلم تعد مخاوف راكبي الموج تقتصر على تلوث البحر، جراء كثرة مياه الصرف الصحي فيه، وبالتالي إصابتهم بالكبد الوبائي أو أي أمراض أخرى، بل بتوجيه تلك الضربة لمشاعر التضامن الإنساني القادمة على أمواجه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية