تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث .. صورة الشرق..

آراء
الخميس 3-6-2010م
د. اسكندر لوقا

مطلع الكتاب يبدأ بهذه العبارة أعني عبارة «صورة الشرق» ومن ثم ترد الكلمات المكملة لها وهي «لدى بعض الكتاب الفرنسيين».

تحت هذا العنوان كانت جولة الآنسة منى السعيد في سياق أطروحتها التي منحت على ضوئها درجة الدكتوراه من جامعة ليون «2» الفرنسية، ومن خلال هذه الجولة سوف يطلع القارئ على المكونات الفكرية التي ساهمت في إجلاء صورة الشرق لدى بعض الكتاب الفرنسيين، أمثال لامارتين ونيرفال وباريس وبينوا على سبيل المثال لا الحصر.‏‏

ونحن نعلم كما يعلم المتتبعون للحراك الفكري والثقافي والفني عموماً الذي ساد أوروبا قبل عدة قرون على أيدي المستشرقين أن صورة الشرق لم تكن تقدم للقارئ الأوروبي بقراءة واقعية بل غالباً ما كانت تقدم له بقراءة أقرب ما تكون إلى الرومانسية إن لم نقل إلى الأسطورة.‏‏

ومن هنا بقيت صورة الشرق لدى القارئ الأوروبي عموماً بقيت مصدراً لنتاج أدبي وفني أبعد ما يكون عن الواقع ما أدى في بعض الأزمنة إلى السعي لتلمس سحر الشرق عن كثب وعلى أرض الواقع، لا من خلال الروايات والقصص واللوحات الفنية وسوى ذلك من نتاج الأدباء والمصورين الذين رسخوا في الذاكرة الجماعية للمواطن الأوروبي صورة الشرق مشوّهة لسبب أو لآخر، لم يكن يخلو من نوايا مبيتة وغير بريئة حكماً.‏‏

بيد أن هذه الصورة سرعان ما بدأت تأخذ أبعادها الحقيقية وذلك بفضل الزيارات التي قام بها عدد من الأدباء الفرنسيين على غرار الأدباء الذين أوردنا ذكرهم في الأسطر السابقة على سبيل المثال وسواهم إلى لبنان وسورية تحديداً، وبذلك تحوّل الشرق شيئاً فشيئاً من شرق المرويات التي لا تمت بصلة إلى الحقيقة الشرقية -على حد تعبير الدكتورة منى السعيد- كقصص ألف ليلة وليلة التي أدهشت القراء الغربيين في حينه من دون شك إلى شرق يستحق التأمل والدراسة الخالية من تلك المرويات وما احتوت من أساطير بل من خرافات أيضاً.‏‏

ومع ظهور أدب الرحلات في سياق التعرف على حقيقة الشرق بكل أطيافه ازدادت وضوحاً صورته في الغرب، وبذلك كما تقول المؤلفة هنا: «تحول الشرق في جزء أساسي من أدب الغرب بشكل عام والأدب الفرنسي بشكل خاص من شرق مظلم دينياً وثقافياً وحضارياً إلى شرق حقيقي بما فيه من إيجابيات».‏‏

وفي هذا المضمار يمكننا الاستنتاج بأن رقعة التأثر والتأثير المتبادل بين ثقافة الشرق من جهة وثقافة الغرب من جهة أخرى قد ازدادت وضوحاً.‏‏

ومع مرور الوقت بدأ الشرق يحتل موقعه الأقرب إلى الواقع في نظر المجتمع الغربي عموماً ما أضفى على حركة الترجمة، وخاصة من اللغات الشرقية عربية كانت أم فارسية أم تركية إلى اللغات الأجنبية بعداً جديداً مؤثراً، وقد كان للمستشرقين المحدثين في هذا السياق دورهم المتميز في ترسيخ مناهج العمل في مجال نقل كل المعارف من فضاء الشرق إلى فضاء الغرب، إن صح التعبير وبمزيد من الجهد Dr-louka@maktoob.com ">والمصداقية.‏‏

Dr-louka@maktoob.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية