تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في مؤتمر التمويل الأصغر .. إدارة النمو .. واقع التمويل.. دور المشرعين والفئات المستهدفة

دمشق
اقتصاديات
الخميس 3-6-2010م
هناء ديب- سوسن خليفة

تابع المشاركون في المؤتمر السنوي السابع لشبكة سنابل حول التمويل الصغير أعماله أمس ومن خلال جلسات العمل التي وصلت أربع عشرة جلسة بحثت المناقشات واقع التمويل ودور المشرعين والفئات المستهدفة والأطر التنظيمية وادارة النمو والعمل اللائق وغيرها من الموضوعات.

السياسات والتشريعات المساعدة‏

خصص للسياسات والتشريعات المساعدة جلسة تحدث فيها عدد من الخبراء الدوليين والعرب تحدث الدكتور أديب ميالة حاكم مصرف سورية المركزي عن العادات الاجتماعية في سورية التي تحوي نموذجاً مهماً للتكامل الاجتماعي والتوزيع للثروات بين الأغنياء والفقراء للقيم العائدة على أفراد المجتمع مشيراً للقانون 15 الناظم لعمليات التمويل الأصغر الذي وضع الاطار التنظيمي للمؤسسات القائمة على التمويل الصغير وبلغ عددها أربع مؤسسات من أجل ضمان مستوى المودعين وضمان استمرارية عمل هذه المؤسسات واعطاء المرونة اللازمة لها مع التركيز على الرقابة الفاعلة على عملها.‏

وبين ميالة أن رأس مال مؤسسات التمويل الصغير في سورية وصل لـ5 ملايين ليرة في حين أن المصارف التقليدية لا تقل فيها عن 200 مليون ليرة مشيراً لسعي المصرف المركزي لتأمين البيئة المناسبة لعمل مؤسسات التمويل الأصغر.‏

كما بين موما رتز روشية الخبير الدولي أهمية ايجاد البيئة التشريعية وضمان الاشراف على التمويل الأصغر مؤكداً أنه قبل تأسيس مؤسسات التمويل الأصغر علينا الاجابة على ثلاثة أسئلة هل هذا التمويل عمل تجاري مستدام؟ وهل يستطيع أي مصرف أو جهة تمويلية أن تتبنى التمويل الأصغر بشكل رئيسي؟ وان كانت آليات الاشراف على تلك المؤسسات موجودة وضرورة ايجاد آليات مفعلة لعملها؟‏

وتحدثت غادة والي في الهيئة العامة للرقابة المالية عن التجربة المصرية في مجال التمويل الصغير التي وصل عدد المقترضين فيها الى 1.6 مليون مقترض والمنظمة المالية 2 مليار دولار.‏

وأشار نبيل المنتصر من البنك المركزي اليمني لتشابه التجربتين السورية واليمنية في مجال التمويل الأصغر موضحاً أن الجهات المصرفية اليمنية تبذل جهوداً في مجال قوننة عمل مؤسسات التمويل الأصغر .‏

التمويل بفترات الأزمات‏

التمويل الأصغر في فترات الأزمات وما بعد الصراع كان محور جلسة العمل الثالثة في المؤتمر وبينت جايلا رودي فرازير من هيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه من خلال البحث في الفئات الاجتماعية تبين وجود تركيبات معينة اعتمدناها للدعم وكلما كان الناس أشد فقراًَ يشملهم برنامج المنح التي نقدمها مثل التعلم وبناء القدرات والتدريب وفي حال تحقق ذلك ننتقل لدور أكبر في عمليات التمويل.‏

وبين محمد جنيد من مشروع يتجارة أنه عند وجود محفظة نقود نوعية وقوية كانت الخسائر أقل خاصة مع وجود آلية لتدوير القروض ومن خلال مشروع (تيجارة) نقوم بدور الاشراف وهناك آليات للتنسيق للتأكد أن الخسائر سيتم التعامل معها على أساس دائم.‏

التمويل والعمل اللائق‏

تحدثت بهذه الجلسة يسرا حامد من منظمة العمل الدولية عن مشروع التمويل الاصغر والعمل اللائق الذي تعمل عليه المنظمة وتنظر من خلاله لأن يكون العمل اللائق متوفراً للزبائن المشمولين بهذا المشروع.‏

والمقصود بالعمل اللائق أن لا يكون هناك عمالة أطفال والتفريق بالعمل سواء بالجنس أو العمل وانقاص المخاطر المحيطة بالعمل ومواجهة المشكلات التي تعترض المقترضين خاصة بالنسبة لقدرتهم على تسديد القروض وتعمل معنا بهذا المشروع 17 دولة و17 مؤسسة اقراض صغير منهم بالمؤتمر ثلاث مؤسسات تعمل بالمغرب والباكستان والاردن.‏

وبالنسبة لسورية الى الآن لم نعمل بهذا المشروع ولكن المؤتمر يعد فرصة مناسبة للتعاون مع الجانب السوري.‏

استهداف الفئات الأشد فقراً‏

هذا العنوان كان موضوعاً لاحدى الجلسات حيث بين محمد خالد من مؤسسة سيجاب أن المقصود من استهداف الفئات الأشد فقراً ليس الأشخاص المستفيدين من مشاريع التمويل الأصغر بل أولئك الأشخاص الذين يعتمدون على المساعدات الحكومية ولا يجدون في أحيان كثيرة ما يأكلونه وهؤلاء لو قدم لهم الاقراض عبر مؤسسات التمويل الأصغر وليس لديهم أفكار عن مشاريع ستشكل مخاطر عليهم وعلى مؤسسات التمويل لأنه سيعجزون عن تسديد القروض.‏

وتطرق خالد للانتقادات التي توجه للحكومات لجهة تقديمها للمساعدات لهذه الشريحة ومن هنا ظهرت مبادرات بالعالم تتمحور حول الوصول لهذه الفئات الأشد فقراً والعمل على تأهيلهم.‏

وتحدث رفعت حجازي من هيئة تخطيط الدولة عن المشروع الوطني لتمكين المرأة والحد من الفقر الذي بدأ عام 2004 ويغطي ثلاثة مكونات تشمل الاشغال العامة والخدمات العامة تقوم بتنفيذه وزارة الادارة المحلية والمكون الثاني التأهيل والتدريب وينفذ في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والزراعة والاصلاح الزراعي والمكون الثالث الاقراض الصغير الذي ينفذ أيضاً في الوزارتين السابقتين وهذا المشروع ترافق مع الخطة الخمسية العاشرة ويخصص له سنوياً مبلغ بين 500 مليون الى 800 مليون ليرة وتشكل ربع بالمئة من الموازنة الاستثمارية للدولة التوجيهات الحالية أن يكون هذا المشروع جزءاً من الخطة الخمسية الحادية عشرة ويتابع: وتضاعفت المبالغ المخصصة له وقد استهدف المشروع القرى الأشد فقراً في سورية وكان جزءاً منه مشروع أفقر 100 قرية.‏

إدارة النمو‏

تحت هذا العنوان تحدث مصطفى بيدوج من مؤسسة البنك الشعبي للقروض في المغرب أنه نتيجة تزايد المؤسسات تضاعفت شبكة الاقراض الأصغر حيث كانت الدولة تهتم بالقروض الصغيرة وأحدثت مجالس للقروض ولن يتم رفض أي طلب لجمعية اقراض صغير تريد العمل ووضعت الحكومة نظاماً للدعم التقني لهذه الهيئات والجمعيات مع الاشارة أن تواجد الدولة كان قوياً بتلك الهيئات وتشكلت رؤية مفرطة التفاؤل على قدرة هذه المؤسسات لمكافحة الفقر مع العلم أن تلك الهيئات كانت معفاة من الضرائب والقيمة المضافة وهذا كان عاملاً مساعداً في اطلاق هذه المؤسسات وحصل تطور كبير بالمغرب لمؤسسات التمويل الصغير وكانت المنافسة على المناطق الجغرافية فالجميع يحاول الاستفادة من زبائن الأخرى إلا أن هذا التطور رافقه نقص بالتأهيل لتقييم المخاطر وجوهر الموضوع أن النظم المعلوماتية لم تكن كما يجب بعدها حصل فشل لهذا المشروع بالمغرب بسبب التضخم في الحجوم وعدم التجانس بهذا القطاع واختلاف المستويات مما أدى لانهيارها ورد فعل المؤسسات الكبيرة كان بتحديد القروض خاصة المتصالبة منها بالعمل ضد هذا الاقراض والحد منه.‏

جودة المنتجات وحماية المستهلك‏

عن جودة المنتجات وحماية المستهلك في دعم الآداء المالي ركز المتحدثون على أهمية الآليات المتبعة والتي من شأنها ضمان جودة منتجات مؤسسات التمويل الأصغر ومنها حماية الزبون ونوع التدريبات المقدمة للمواظفين وردود فعل الزبائن على الخدمات المقدمة وسرعة التعاملات والانتشار وإمكانية الوصول إلى المستهدفين وتم عرض جملة من المؤشرات التي يجب مراعاتها بغية الوصول إلى الخدمات الأفضل للمستهدفين والذين يمثلون الشريحة الأضعف في المجتمع التي يحق لها الحصول على خدمات مالية متميزة لا تقل عن الخدمات المقدمة لباقي الشرائح وتم خلال الجلسة عرض التجربة الأردنية لمؤسسة تمويلكم في مجال تطبيق هذه المؤشرات للحصول على رضا المتعاملين.‏

استقبال الاستثمار‏

وفي الجلسة المخصصة للاستعداد لاستقبال الاستثمار تحدثت آنا جنشرمين -المصرف العالمي للمرأة -عن تجربة المصرف في خدمة الشريحة المستهدفة وما يرافقها من سلبيات وايجابيات، والتي تناولت في الجانب السلبي تغير استراتيجيات وسياسات مؤسسات التمويل الصغير باستمرار وحاجتها الى المزيد من الحوكمة للأعمال.‏

كما تحدثت جيس جرين من مؤسسة تريبل جمب عن التحديات التي واجهت عمل مؤسستهم التي تعمل في مجال إدارة صناديق التمويل وفقاً للمعايير الاجتماعية مشيرة الى بعض الصعوبات التي تواجه عمل مؤسسات التمويل في الأسواق العربية التي تعمل فيها المؤسسة مثل مصر والمغرب ومدى إمكانية توسع العمل في العديد من الأسواق العربية خلال وقت قريب.‏

تنوع القواعد‏

وعن كيفية استعداد مؤسسات التمويل الأصغر للاستثمار تحدثت جيسي فريب عن كيفية خلق التوازن في قاعدة المستثمرين بين الاستثمارات المحلية والاجنبية مفضلة أن يتم التمويل عن طريق المستثمرين المحليين كونهم يقرضون بأسعار أرخص ناهيك عن كون هذا الأمر يسهم في تنويع قاعدة الاستثمار.‏

كما تناولت الجلسة الخاصة بالتمويل المسؤول إدماج النوع الاجتماعي ومنهجيات التمكين وركزت محاضرة تصميم المنتجات المالية للشباب العربي عدا التجارب الناجحة للشباب الذين حصلوا على قروض من مؤسسات التمويل الصغير.‏

الشفافية والقياسات الموحدة‏

وتحدث بلين ستيفنز/ ميكس في جلسة الشفافية والقياسات الموحدة لقطاع التمويل الأصغر في المنطقة العربية عن مستوى المعلومات المتوفرة حول هذا الموضوع واصفاً إياها بالقليلة إضافة إلى أن المؤشرات المتوفرة لا توضح الصورة موضحاً أن الهدف من تأسيس مؤسسة سنابل كان إيجاد الشفافية في التعامل ووفرت سنابل المعلومات للجميع وكانت البداية بعشر مؤسسات والآن يبلغ عددها 60 مؤسسة وهذه المؤشرات مساعدة للمستخدمين وإذا أردنا الاجابة موقعنا الآن في عام 201٠ نقول : السوق تنمو وهي بحاجة الى مزيد من المعلومات.‏

بدوره بنجامين مكاي منتدى الشفافية الافريقي للتمويل الأصغر أشار إلى وجود تصنيفين لتقييم عمل مؤسسات التمويل الصغير تصنيف مالي وآخر اجتماعي ويتضمن التصنيف المالي عدد المنتجات التي ندعمها والسيولة المتعلقة بالأمر المالي ونقاط الضعف والقوة.‏

والتحليل وتحديد الأخطاء، ويوضح التصنيف رأي المستخدمين ومدى العلاقة مع المجتمع والمخاطر التي يمكن أن تواجه المؤسسة التمويلية سواء من خلال اجراء مسح لآراء الزبائن مع التحليلات المالية وتأثير ذلك على مستوى الفقر، ويبقى في النهاية مؤشر النجاح والآداء الذي يوفر معلومات حول التوزيع المالي وماهية الأطراف المستفيدة من التمويل الصغير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية