من حيث بشاعته وهمجيته في دوافعه الاقتصادية والسياسية المباشرة أو بعيدة المدى.
ويشتمل هذا الحصار على منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع، ومنع الصيد في عمق البحر، وغلق المعابر بين القطاع وإسرائيل، وغلق معبر رفح المنفذ الوحيد لأهالي القطاع إلى العالم الخارجي من جانب مصر.
وتجلت ابرز نتائج الحصار في انخفاض الدخل الحقيقي للفرد إلى أكثر من 50 بالمئة عما كان عليه عام 1999 وانخفاض المدخرات والإنفاق الأسري وتراجع نصيب الفرد من الناتج المحلي.
وتشير المعطيات الى ان أكثر من 90 بالمئة من المنشآت الصناعية والزراعية بالقطاع توقفت عن العمل وتوقف التصدير إلى جانب التدهور المريع في قطاع الإنشاءات والتجارة والخدمات.
يضاف الى ذلك ارتفاع حجم البطالة لتصل الى أكثر من أربعين بالمئة بينما يعيش أكثر م نصف السكان تحت مستوى خط الفقر.
وتقدر الخسائر الشهرية للحصار الاسرائيلي على غزة بحوالي 48 مليون دولار منذ منتصف عام 2007 وتتوزع على قطاع الصناعة بمعدل 16 مليون دولار بنسبة 33 بالمئة وقطاع الزراعة بمعدل 12 مليون دولار بنسبة 25 بالمئة وقطاعات التجارة والإنشاءات والخدمات والصيد بمعدل 20 مليون دولار بنسبة 42 بالمئة، وتصل مجموع خسائر قطاع غزة خلال هذه الفترة الى نحو عشرة مليارات دولار بحسب تقديرات حديثة.
يضاف الى ذلك، الخسائر الناجمة عن الدمار الذي الحقه العدوان الاسرائيلي الاخير بالقطاع بلغت وفقا لاحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ملياراً و900 مليون دولار فيما بلغ عدد المنشآت الاقتصادية المدمرة كلياً أكثر من 700 منشأة موزعة على مختلف القطاعات وتدمير حوالي 25000 منزل فلسطيني اجمالاً منها 5000 منزل مدمرة كليا.
ويعتبر انقطاع التيار الكهربائي بصورة شبه يومية سمة بارزة في القطاع ما ترك تأثيراً سلبياً على الأنشطة الاقتصادية وأوجه الحياة الصحية والاجتماعية والنفسية علاوة على الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة شبه اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني جراء منع الاحتلال لتدفق شحنات الوقود الى القطاع.
كما يواصل الاحتلال حرمان الطلاب والمرضى والتجار من السفر إلى الخارج ومنع دخول أكثر من 60 من السلع والبضائع وخاصة مواد البناء والأدوات الكهربائية والصحية والمواد الخام الى القطاع.
وأدى الحصار الى توقف مشاريع البناء والتطوير التي تنفذها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا التي تقدر بحوالي 93 مليون دولار ومنها المشاريع المتعلقة باعادة تأهيل ميناء غزة ومشروع المطار ومشروع الطريق الساحلي ومشروع تطوير ميناء الصيادين.
كما أصيب القطاع السياحي في القطاع بشلل كامل نتيجة إغلاق المعابر.
ويحذر مختصون نفسيون من عواقب استمرار تأثير تراكمات الحصار السلبية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي على مجمل الحياة الاجتماعية والنفسية لسكان قطاع غزة.
ويرى هؤلاء ان سكان غزة باتوا يعيشون في دوامة من العنف المغلق نتيجة كثافة وجسامة الضغوط الحياتية التي راكمتها سياسات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة.
وتعاني الغالبية العظمى من المترددين على المراكز المجتمعية من البالغين من مشكلات نفسية متعددة كالخوف وعدم الشعور بالأمان والعدوانية والغضب وسرعة الانفعال والاضطرابات النفسية والإحباطات العامة وانخفاض الروح المعنوية وازدياد نوبات الهلع وضعف في التركيز والانتباه والشعور بالاغتراب وعدم الانتماء وفقدان الثقة بالآخرين والتبلد الوجداني وشكاوى جسمية متعددة وزيادة في اضطرابات ما بعد الصدمة والوسواس القهري وزيادة في الانتكاسات المرضية.