تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محمد زهير رجب :ينبغي ألا يحاول أحد المتاجرة بالدراما السورية

فنون
الاثنين 4-11-2013
عديدة هي المشاريع الفنية والإبداعية التي ينتظر المخرج د.محمد زهير رجب إنجازها ، ووفقاً للأولويات فإنه سيخوض خلال أيام في غمار (البيئة الشامية) للمرة الأولى عبر مسلسل (طوق البنات) الذي كتبه أحمد حامد

وتنتجه شركة قبنض ، كما يستعد لمسلسل ضخم يندرج ضمن إطار السيرة الذاتية بعنوان (مصرع الشمس) للكاتب أسامة اسماعيل ، ويتناول فيه حياة الشاعر الراحل بدوي الجبل بما تحمله من تجليات وخصوصية ، وإضافة لذلك كله يؤكد أنه مازال في جعبته الكثير .. معه كان لنا هذا اللقاء :‏

ـ كيف يمكن تلمس آلية العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر وبالتالي العلاقة بين الشرق والغرب في مسلسل (طوق البنات)؟‏

نسعى لإظهار فكرة أن هذه المنطقة ليست متخلفة وبأن لها تاريخها وحضارتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها السامية المحترمة ، وذلك كله سنراه بعين المستعمِر نفسه ، فمن خلاله سنقول أن هذه المنطقة جديرة بالاحترام وبالحرية بعيداً عن أي سلطة خارجية . وبالتالي هناك علاقة بين المستعمِر والمستعمَر في العمل وستتوضح عبر علاقة الحوار بعيداً عن السياسة ، فهي علاقة الإنسان بالإنسان .‏

ـ إظهار الجانب الإنساني من المستعمِر ألا يدفع المشاهد إلى التعاطف معه من خلال العمل ؟‏

الأمر ليس كذلك ، فالمستعمِر له عدة أوجه ومنها الوجه الانساني ، وبشكل عام أي انسان في داخله جانبان مظلم ومضيء ، الخير والشر ، وهنا نحكي على صعيد العلاقة الانسانية وليس على الصعيد السياسي أو على صعيد استعمار الدول ، ففي العمل سنرى كلا الجانبين المظلم والمضيء .‏

ـ هل تضع في ذهنك صعوبات التصوير المحتملة بسبب الوضع الراهن ؟‏

مما لا شك فيه أن كل من يصور في سورية ترفع له القبعة لأنها مغامرة بكل أبعادها (الانتاجية والأمنية والانسانية والتسويقية ..) وبرأيي أنها شكل من أشكال صراع البقاء ، لهذا أحيي المبدعين السوريين من فنانين وفنيين ومنتجين الذين أصروا على البقاء في البلد ويقدمون للدراما السورية رغم المصاعب والظرف الاقتصادي والحصار .. وترفع القبعة لهم كلهم دون استثناء ومهما كانت سوية الأعمال التي قدموها . طبعاً هنا لا بد من الاشارة إلى وجود بعض (تجار الشنطة) الذين ركبوا الموجة وقدموا أعمالاً دون المستوى على الصعيدين الفني والفكري وفعلوا ذلك من منطلق تجاري بحت ، وراح ضحية هذه الأعمال مجموعة من الفنانين الجيدين والموهوبين .‏

ـ هل واجهت صعوبات في اختيار الممثلين خاصة أن هناك عدداً منهم خارج سورية ؟‏

من المؤكد أن الخيارات باتت محصورة ومحدودة ، ولكن هذا الأمر دفعني للذهاب في اتجاه أن يكون معي أكبر عدد ممكن من الفنانين الذين رفضوا مغادرة البلد ، فمن حقهم أن يأخذوا فرصهم ويعملوا . فقد آثرت حصر تفكيري بالفنانين الموجودين داخل سورية .‏

ـ غياب عدد من النجوم عن أعمال صورت في سورية ، هل اعطى الفرصة لظهور وجوهاً جديدة ؟‏

النجوم الذين تحكي عنهم خرجوا من رحم الدراما السورية وهي من صنعتهم ، وبما أنها هي من صنعتهم فهي قادرة أن تصنع غيرهم ، مع احترامي للجميع ، فالدراما حالة جماعية وليست حالة فردية ، كما أن الإمكانيات والمواهب موجودة بكثرة ، وأعتقد أن وجود أو عدم وجود هذا النجم أو ذاك لن يؤثر على العمل ، لأننا اعتدنا في أعمالنا على البطولة الجماعية وليس لدينا عبر تاريخ الدراما السورية فنان واحد يعتمد عليه العمل اعتماداً مطلقاً ، فدائماً البطولة جماعية وهذا ما يميز الدراما السورية عن غيرها .‏

ومن باب الانصاف فالفنانون المتواجدون في الخارج النجوم منهم وغير النجوم ، وبغض النظر عن الظرف الذي سبب وجودهم في الخارج ، هم في النهاية أبناء الدراما السورية وكانوا عناصر أساسية في جسمها في فترة ما ، ولكن هذا لا يعني أن تتوقف الدراما عندهم ، فهي مستمرة وهناك أعمال هامة جداً تُقدم وتظهر وجوه فنية شابة ، وفي النهاية هو خيار هذا النجم أو ذاك ، فإن أحب العودة لبلده والانضمام للدراما التي صنعته فهو مُرحب به ، وإن أراد السير في طريق آخر ووجود نفسه في مكان آخر فهي حريته الشخصية وعلينا احترام خياره .‏

ـ أتنعكس الأعمال التي صوّرت خارج سورية سلباً على الانتاج الدرامي أم تشكل حالة تكاملية معه .. أم أنه جسم غريب عنه ؟‏

أعتقد أنها تبقى خارج جسم الدراما السورية ، فكل عمل حاولوا تسميته بالعمل السوري وصوّر خارج سورية هو غريب عن الدراما السورية ، فأنا أؤمن بالدراما التي تصنع في مكانها وعلى أرضها ، ومهما حاولت إنجاز مسلسل دمشقي في بيروت أو المغرب أو دبي .. سيفقد مصداقيته وهويته والطابع السوري له ، وينبغي ألا يحاول أحد المتاجرة بالدراما السورية ، ولا يستطيع أحد أن يضعها في حقيبته ويسافر بها إلى بلد آخر ، فالدراما السورية هنا .. في سورية .‏

ـ في عملك القادم (مصرع الشمس) تتجه نحو السيرة الذاتية وتناول حياة (بدوي الجبل) .. فبين أي ألغام تسير ؟‏

إنه فعلاً عمل اشكالي ، وأنا اهوى الأعمال الاشكالية ، كما أنه يعتبر سير في حقل من الألغام ، ولكنه يستحق المغامرة ، وأنت كفنان إن لم تشعر بأنك تغامر فليس من داعٍ لأن تعمل ، وإنما تتحول إلى آلة ، فهناك هاجس عند الفنان أن يقدم المختلف والجديد ويخوض في طريق لم يسبق أن سار فيه أحد من قبل . ومسلسل (مصرع الشمس) عمل جدير بالمغامرة ليظهر على الشاشات لأنه يؤرخ لمرحلة هامة جداً من تاريخ المنطقة وليس سورية فقط ، وذلك بإطار درامي مشوّق وجميل وأدبي وقريب إلى الحقيقة والواقع بكل معطياته .‏

فبدوي الجبل شخصية إشكالية ، وهو شاعر نفتخر به ويعتبر أحد أعلام الأدب العربي المعاصر والفكر العربي ، وحكاياته حكاية وطن وشعب ، هو من هذه المنطقة عاش فيها وعاشها بأعماقه وشعره ، فشخصيته تتناول بشكل صادق وشفاف تاريخ المنطقة وتاريخنا كأبناء هذه الأمة ، والمسلسل عمل جدير بأن يقدم .‏

ـ ما مدى الجرأة في العمل ؟‏

إلى أبعد الحدود ولكن بصدق وموضوعية وحيادية إضافة إلى رؤيتك كفنان ودون تحيز إلى أي منطق أو فكر . فبدوي الجبل سيقدم من لحم ودم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية