وما أنجزته الحكومة خلال العام الحالي من مشاريع تنموية وخدمية بقدر ما أراد إيصال جملة من الرسائل والمؤشرات للشارع السوري قبل غيره لعلمه بحالة الامتعاض وعدم الرضا عن الأداء الحكومي رغم كل الجهود والإنجازات المحققة.
وفي مقدمة الرسائل الحكومية للمواطنين أن كل خطوة عمل تحقق بأي قطاع من القطاعات هدفها الأول والأخير تحسين مستوى معيشتهم نعم قد لا يترجم هذا التحسن بزيادة مباشرة في الرواتب والأجور في المدى المنظور حسب تأكيد رئيس الحكومة رغم ارتفاع وتيرة مطالبة الناس بها ولكنها ستصله حسب وجهة نظر الحكومة عبر قنوات أخرى تعتبرها أكثر جدوى وفاعلية بالمرحلة الحالية.
وما يمكن أن يقرأ في التصريحات الحكومية وبدى واضحاً عبر سرد تفاصيل التفاصيل عن كل خطوة أنجزتها الحكومة بهذا القطاع أو ذاك مهما كانت متواضعة هو ذاك السؤال الذي غالباً ما يترافق مع تلك التصريحات ومفاده لماذا هذا الإجحاف وعدم التقدير من قبل الشارع السوري والإعلام على حد سواء لكم الجهود والإنجازات التي تحقق على امتداد الجغرافيا السورية رغم انها تنجز في ظروف صعبة؟.
والإجابة ببساطة يجسدها لكم أي مواطن في المثل الشعبي القائل (أسمع كلامك أصدقك وأرى أفعالك أستغرب) والأمثلة التي تقدم على ذلك أكثر من أن نحصيها بهذا المساحة ولكن للتذكير نؤكد أن ما وسع هوة الثقة بين المواطنين والحكومة حيث كان للأخيرة دور فيها عبر جملة القرارات والتوجهات (خاصة على الصعيد الاقتصادي) التي اتخذتها وكانت في مضمونها مهمة ولكن التنفيذ لها كان قاصراً ودون المستوى ولم يحفظ حقوق المواطن وما حصل في السوق بالآونة الأخيرة لجهة تحكم عدد محدود من التجار والمستوردين بحركة تدفق بعض المواد والسلع للسوق وفرض كلمتهم متحدين كل القرارات الحكومية خير شاهد.
من هنا فإن المطالبة بالنظر للنصف المليء من الكأس يفترض أن تدعم بإجراءات جدية وفاعلة وذات جدوى تؤكد على قوة وقدرة الحكومة للتحكم بكل مفاصل العمل على الأرض قولاً وفعلاً لتضمن عندها تقبل الناس لأي إجراء يتخذ.