في سياق خطة متكاملة للإمساك بالحدود العراقية ــ السورية، تزامنت مع فتح الجيش محوراً عسكريًا مفاجئًا ضد تنظيم «النصرة» الإرهابي في ريف حماه الشرقي، هذه التحركات التي رافقتها أنباء عن محاولات أميركية عدوانية جديدة لقطع الطريق على الجيش بين الميادين والبوكمال عبر توسيع التفاهمات السابقة مع «داعش» لكن هذه المرة لاحتلال قرى جديدة في وادي الفرات، لكن هذه التحركات الاميركية الميدانية صدمت بجدار سياسي عبر «فيتو» روسي تاسع أثار جنون واشنطن ضد مشروع قرار أميركي يقضي بتمديد ولاية لجنة التحقيق الدولية بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وهو اعتراف بعجز واشنطن عن احراز أي تقدم في مخططاتها العدوانية على سورية لتعود بنفس الوقت بعض اطراف ماتسمى « معارضة» باستجداء مساعدتها والتسول على أبواب « اسرائيل»، بحجة أن مساعدة « المعارضة» ستحمي واشنطن و « اسرائيل» ومصالحهما الاستعمارية في المنطقة. بدأ المعركة من وادي نهر الفرات الأوسط الذي يشهد تحولات جديدة في طبيعة العمليات العسكرية الأوسع في الميدان السوري، والتي تترافق مع ارتفاع مستوى التنسيق العسكري بين دمشق وبغداد، ليبقى إمساك الحدود رهن الميدان وهو ما تضعه دمشق اليوم على رأس أولوياتها، لإنهاء الوجود « الداعشي» بأسرع وقت ممكن خاصة أن هناك تخوفاً من تمدد الصفقة الأميركية المظلمة مع «داعش» والشبيه بما حصل في الرقة لتشمل تسليم التنظيم، بلدات جديدة على وادي النهر، كي تستولي عليها «قسد»، والتي يسعى من خلالها تحالف واشنطن الى قطع الطريق على الجيش العربي السوري لتحقيق ماعجزت عنه ادواته على الارض في أكثر من مكان أو محاولة لتغيير موازين القوى لمصلحتها ، كما وجدت ذلك بعض التحليلات بأن هذه العملية الاستعمارية والعدوانية تهدف واشنطن من خلالها الى زج من تبقى من العناصر الارهابية التي فرت من المنطقة لمواجهة الجيش السوري على باقي المحاور وصولاً إلى محيط محطة «T2»، لكن السؤال هنا هل ستتحرك «قسد» للاستيلاء على هذه البلدات؟ سؤال برسم المتحدث باسمها المدعو « طلال سلو» عندما قال بأن قواته «تعتبر كامل ريف دير الزور الشرقي الواقع شمال نهر الفرات منطقة عمليات لها بحجة حربها المعلنة على «داعش».
وفي نفس السياق واصل الجيش دحر الارهاب من باقي المناطق حيث فتح محورًا عسكريًا مفاجئًا ضد تنظيم «النصرة» الإرهابي في ريف حماه الشرقي، وبدأ عملية عسكرية انطلاقًا من محور أثريا- وادي العذيب، للسيطرة على ريف حماه الشمالي الشرقي ووصولًا إلى منطقة جب أبيض التي تشكل خط تماس بين «النصرة» و»داعش» الإرهابيان، بعد أن حقق تقدمًا شمال غربي أثريا بحوالي عشرة كيلومترات، كما وردت معلومات ميدانية عن بداية عملية عسكرية تجاه مطار أبو الظهور جنوبي إدلب.
سياسياً مع اقتراب موعد المحادثات المقبلة من آستنة بدأت بعض اطراف من تسمى « معارضة» بالتسول على أبواب « اسرائيل» لكن هذه المرة بحجة الحصول على مساعدات اميركية لدعمها من أجل حفظ مصالحها في الشرق الاوسط، لذلك التقى المدعو «كمال اللبواني» مع وزير الاتصالات «الإسرائيلي» المدعو أيوب قرا ليأخذ المباركة «الاسرائيلة» ، حيث ربط المدعو اللبواني مساعدة من يتبع لهم كشرط للحفاظ على المصالح الاميركية، في الوقت الذي أشعلت انتصارات الجيش العربي السوري الخلافات في الداخل «الاسرائيلي» فقد أكد التلفزيون الإسرائيلي24 أن خلافات غير مسبوقة وكبيرة وغاية الحساسية تفجرت بين وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان وقادة الجيش على خلفية التعامل مع الجيش العربي السوري في أخر فترة.
هذا التسول اعتراف كبير بالهزيمة لمشروع اسقاط سورية ، فمع بدء الاضمحلال الكبير لحجم « داعش» في سورية وفرار المئات من الارهابيين الاجانب الى بلدانهم، دفع بالبنتاغون الى اعادة النظر بمن تدعمه واشنطن وبدأت بتلمس رأسها من ارتداد الارهاب عليها لذا بدأ البنتاغون بتعداد قتلى « التنظيم» ، لكن يبقى الاهم بالنسبة له هو حساب عدد الارهابيين الذين بقوا على قيد الحياة والذين يشكلون اكبر خطر على اميركا وحلفاؤها، خاصة أن مجلة «نيويوركر» الأميركية، كانت قد نشرت مؤخراً تقريراً بأن نحو 560 ارهابياً من 33 بلداً عادوا، بالفعل، إلى أوطانهم، فيما لا تملك غالبية هذه الدول تعداداً محدداً لهم. وأشار التقرير إلى أن 20 إلى 30 % من الارهابيين الأجانب الأوروبيين قد عادوا إلى هناك، بينما يعدّ %50 منهم من بريطانيا والدانمارك والسويد، فيما يزال الآلاف ممن حاربوا مع «داعش» عالقين قرب الحدود مع تركيا والأردن والعراق، ويُعتقد أنهم يريدون العودة إلى دولهم.
«سلمان بن سلطان» يهدي الإرهاب لضرب دمشق
تاريخ توريد الارهاب الى سورية بدأ مع فجر شن الحرب على سورية من قبل محور الدول التي تآمرت على اسقاط الدولة السورية، والتي تفشل يومياً مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، لكن هناك وثاق قديمة يتم تسريبها تؤكد وتثبت مدى التآمر والحقد الاعرابي الذي دس التنظيمات الارهابية ودعمها ضمن الجسد السوري، حيث كشف موقع «ذي إنترسبت» مؤخراً عن وثيقة صادرة عن وكالة الأمن القومي الأميركية، تُظهر الدور الرئيس لأمير سعودي، في إعداد وتنفيذ إحدى أبرز الهجمات التي قامت بها التنظيمات الارهابية في الأشهر الأولى من عام 2013، على العاصمة دمشق.
ووفقاً للوثيقة والموقع، بدأت الخطة في الثامن عشر من آذار من عام 2013،و بإعداد وتخطيط من سلمان بن سلطان، حيث اتخذت مجموعة من الارهابيين مواقعها، وأطلقت وابلاً من الصواريخ على أهداف في قلب العاصمة دمشق تحت راية ما يسمى «الجيش الحر»، بحسب الموقع، وكان يراد بذلك توجيه رسالة للدولة السورية عن نية المملكة الوهابية لفرض سيطرة مايسمى « الجيش الحر» بعد عامين على بدء الازمة في سورية .
الوثيقة المبنية على مراقبة تنظيمات ارهابية ، تشير إلى أن سلمان قدّم 120 طنّاً من المتفجرات وغيرها من الأسلحة لهذه التنظيمات، فيما أصدر تعليمات مفادها: «أشعلوا دمشق، وسوّوا المطار بالأرض» ، لكن لم تذكر الوثيقة الأميركية، المبنية على مراقبة خطط «المعارضة» وعملياتها، ما إذا كانت هذه الهجمات قد استهدفت مدنيين أو أي نقاط عسكرية ، ولكنها كشفت عن أن الاستخبارات الأميركية كانت على علم بهذه الهجمات قبل أيام على شنّها، وبأن السعودية كانت راضية عن النتيجة التي قامت بها التنظيمات الارهابية .