بشأن تمديد آلية التحقيق بشأن استخدام السلاح الكيماوي في سورية واصفا هذا المشروع بأنه يهدف إلى شيطنة الدور الروسي في سورية وأن لجنة التحقيق بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية أثبتت عجزها.
لقد استبقت المندوبة الأميركية التي قدمت مشروع القرار يوم الجمعة الماضي صدور تقرير لجنة التحقيق المقرر اليوم الخميس محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن بتمديد عمل اللجنة وهذا يكشف أمرين هامين من وجهة نظرنا الأولى اطلاعها على محتوى تقرير اللجنة وبالتالي إبقاء عمل هذه اللجنة في كل الظروف ومهما كان محتوى التقرير لتكون أداة ضاغطة على الحكومة السورية عبر إطلاق الأكاذيب والفبركات التي تبرر عدوان الولايات المتحدة المستمر على الشعب السوري بذريعة استخدام السلاح الكيماوي وخير مثال على العدوان الأميركي بذريعة استخدام السلاح الكيماوي العدوان على مطار الشعيرات ومحاولة إخراج هذه القوة العسكرية السورية الهامة من محاربة التنظيمات الإرهابية ولاسيما تنظيم داعش الإرهابي وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على نفاق الولايات المتحدة الأميركية في ادعاءاتها بأنها تحارب الإرهاب وهي في الحقيقة تستخدم كل إمكانياتها السياسية والعسكرية من أجل إطالة عمر هذا التنظيم والاستثمار في الإرهاب تحقيقا لمصالحها وضمانا لأمن الكيان الصهيوني.
أما الهدف الآخر من تقديم مشروع القرار قبل صدور التقرير بيومين فإنما يهدف إلى محاولة تشويه الدور الروسي في سورية عبر إيهام الرأي العام أن روسيا تعيق عمل اللجنة الدولية للتحقيق في استخدام الكيماوي وهو أمر يجافي الحقيقة تماما فالجانب الروسي قدم الكثير من الدلائل والقرائن التي تثبت أن التنظيمات الإرهابية هي من استخدمت السلاح الكيماوي في خان شيخون والغوطة وخان طومان وغيرها من المواقع وطالب الجانب الروسي بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة ونزيهة للتحقيق في هذا الأمر إلا أن الجانب الأميركي رفض التعاون في هذا المجال عبر الضغط على منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والمنظمات الدولية الأخرى المعنية في هذا الأمر لمنع وصول اللجنة الدولية في التوقيت المناسب لكشف الحقيقة وذلك لعلمها وربما لتورطها بتأمين السلاح الكيماوي للعصابات الإرهابية التي تأخذ مسميات متعددة وفي مقدمتهم جبهة النصرة وكذلك لتورطها بإخراج المسرحيات التي من شأنها تضليل الرأي العام وإيهامه بأن الحكومة السورية هي من استخدمت السلاح الكيماوي.
الإدارة الأميركية التي استخدمت السلاح المحظور دوليا ضد المدنيين في الرقة وصور قصف ما يسمى طائرات التحالف الفسفور الأبيض خير مثال على ذلك هي نفسها من اعترفت مؤخرا على أن التنظيمات الإرهابية تملك أسلحة كيماوية وقد استخدمها ضد الجيش العربي السوري ما يعني أن محاولاتها استصدار قرار في مجلس الأمن لتمديد عمل اللجنة هو مسرحية تضليلية أخرى لاستخدام ذريعة الأسلحة الكيماوية لاستكمال عدوانها وتدميرها الممنهج لمؤسسات الدولة السورية وقتل المزيد من المدنيين الآمنين وما حدث في الرقة من تدمير المدينة بالكامل وجعلها مدينة أشباح يؤكد أن استراتيجية الإدارة الأميركية هي القتل والتدمير إما بذريعة الأسلحة الكيماوية أو بذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية وهي في كلا الحالتين تمارس النفاق السياسي لأن سورية أعلنت مرارا أنها لا تملك أسلحة كيماوية وقد تخلصت من مخزونها حتى بإشراف مسؤولين أميركيين ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية ووقعت على المعاهدة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية وكذلك فإن الولايات المتحدة وتحالفها المزعوم لا تحارب داعش وإنما تنسق مع هذا التنظيم الإرهابي المصنع أميركيا ومشهد الاستلام والتسليم بين داعش وذراع أميركا الآخر مايسمى«قسد» قوات الحماية الكردية يؤكد أن الإدارة الأميركية تغير البيادق وتسمياتها وتبقي على المحتوى الإرهابي لهؤلاء البيادق خدمة لاستراتيجيتها في إبقاء التوتر والإرهاب وإطالة أمد الأزمات التي تخدم مصالحها ومصالح ربيبتها إسرائيل.
mohrzali@gmail.com