وبعد تمكن الحكومة العراقية من التقاط زمام المبادرة واستجرار التأييد لمنطلقاتها الرافضة، أبدت «حكومة» إقليم كردستان تراجعا في مواقفها التي تسببت بإشعال التوتر في المنطقة، وأصدرت بيانا لتجميد نتائج الاستفتاء وكذلك تجميد جميع العمليات القتالية.
لكن ردود الافعال العراقية جاءت بسقف اعلى حيث طالبت النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف، الحكومة العراقية بعدم التفاوض مع «المتمردين» في شمال العراق إلا بعد إلغاء نتائج الاستفتاء، مبينة أن أحداث مخمور «أبشع صور الغدر».
وقالت نصيف في بيان أورده مكتبها الإعلامي: «على الحكومة أن ترفض أي تفاوض مع المتمردين في شمال العراق إلا بعد إعلانهم إلغاء نتائج الاستفتاء وإقرارهم بأن المناطق المختلطة هي أراض عراقية يجب أن يتم تنظيم إدارتها بالدستور والقانون»، مبينة ان «تجميد نتائج الاستفتاء لا يعني بالنسبة لنا شيئاً، فهو مراوغة لا قيمة لها سوى إضاعة الوقت وإبقاء الوضع على ما هو عليه».
من جهة اخرى استنكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس ادعاءات تقول بوجود قوات غير عراقية في كركوك وأعرب العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع أردوغان في أنقرة، عن أسفه لما سماها حملة الكذب والتزييف والادعاءات الباطلة بشأن وجود قوات غير عراقية في كركوك، وفيما لفت إلى أن حكومته ماضيه ببسط السلطة الاتحادية، أكد أن من واجبه حفظ وحدة العراق وسيادته وحماية ثروته.
على الصعيد الدولي رحبت الحكومة الإيرانية بعرض «حكومة» إقليم كردستان بشمال العراق تجميد نتائج الاستفتاء الذي أجراه الإقليم حول الاستقلال، معيدة فتح أحد مراكزها الحدودية الثلاثة مع اقليم كردستان العراق بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي الايراني.
وقال مستشار السياسة الخارجية الايراني علي أكبر ولايتي، إن «الاستفتاء ونتائجه لم يكونا ليحققا أي شيء للأكراد أو العراقيين، مشيرا إلى أن من مصلحة جميع العراقيين عدم تغيير الوضع الجغرافي الراهن للبلاد.
وفي المشهد الميداني واستمرارا لعمليات تطهير الاراضي العراقية من رجس الارهابيين توجهت القوات العراقية نحو معبر إبراهيم الخليل الحدودي مع تركيا في محافظة دهوك الحدودية لفرض السيطرة الامنية عليه وتحريرها من إرهابي «داعش».
وفي محافظة الانبار أكد مصدر عسكري كبير تواصل القطعات العسكرية تحشيدها بالقرب من قضاء القائم، فيما بين ان تلك القطعات بانتظار ساعة الصفر لانطلاق عمليات تحرير مناطق غربي المحافظة، مضيفا إنه تم تحريك 4 أفواج قتالية من قوات شرطة الطوارئ للمشاركة بتحرير مدينتي القائم و راوه آخر معقلين لتنظيم «داعش» الارهابي في المحافظة.
كما اعلن قائد الفرقة السابعة بالجيش اللواء الركن نومان عبد الزوبعي عن تدمير اهدافا لتنظيم «داعش» في راوه والقائم تمهيدا لتحريرهما من التنظيم الارهابي، مبينا أن القصف ادى الى تدمير جميع تلك الأهداف وقتل اعداد من عناصر التنظيم الاجرامي فيها».