بعدما أوشكت غيمته السوداء على التبدد إلى غير رجعة من سماء كل من سورية والعراق، وذلك بفضل تضحيات الجيشين العربيين السوري والعراقي.
اليوم وبعد نحو سبع سنوات من الحرب الإرهابية متعددة الجنسيات على سورية بدعم واضح وفاضح من الأميركيين والأوروبيين، ها هو الإرهاب ذاته الذي صدروه إلينا في إطار توظيفهم لهذه التنظيمات لتحقيق غايات سياسية ومصالح أنانية.. يعود إليهم، ولكنه أكثر فتكاً من ذي قبل بعد أن اكتسب خبرات قتالية وفنية وقبل هذه وتلك خبرات إجرامية، مارسها عناصره بكل دم بارد ضد أبناء الشعبين السوري والعراقي.
ما يقارب الـ5600 إرهابي من 33 دولة كانوا يقاتلون في تنظيم داعش عادوا إلى بلدانهم حتى الآن، والعدد في تزايد مستمر، وهذا ما اعتبره “مركز صوفان” الاستشاري للشؤون الأمنية تحدياً كبيراً للأمن في هذه البلدان بالرغم من ضآلة هذا العدد.
الرقم السالف ذكره الذي تحدث عنه المركز الأميركي لا يمثل سوى نسبة ضئيلة جداً من عدد الإرهابيين الأجانب الذين قُدر عددهم بنحو 40 ألف إرهابي ينتمون إلى 110 جنسيات، وهنا لنر كيف ستتعامل هذه الدول مع إرهابييها العائدين إلى أحضانها ممن يؤمنون بـ”الجهاد العنيف” الذي يدعو إليه تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيين؟.. وخاصة أن قيادة الأخير بحسب تقرير المركز تعمل على إبقاء الجبهة نشطة في الخارج تعويضاً لهزيمة تنظيمها في سورية والعراق.
ولكوننا نتحدث هنا عن الأرقام، فحري بنا أن نذكر اليوم “المادة 702” التي جددت واشنطن تمديدها منذ يومين، متجاهلة كل الحقوق والحريات، وذريعتها في ذلك طبعاً محاربة الإرهاب، تضليلاً للرأي العام الأميركي ومن ورائه العالمي، والقصد من وراء ذلك كله التمويه على علاقات إدارات البيت الأبيض بالتنظيمات الإرهابية من القاعدة إلى داعش، بالرغم من أن ارتداد الإرهاب نحو الغرب بضفتيه أصبح أمراً واقعاً ومتصاعداً.