تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تنظيم الأسرة ليس حكراً على الفقراء..والأرقام تؤكد وجود مشكلة

مجتمع
الخميس 26-10-2017
رويده سليمان

جلست إلى جانبي في صالة الانتظار في إحدى المراكز الصحية ،بدا عليها الإنهاك الجسدي ،وتشي ملابسها بإنهاك مادي وبتعاطف أنثوي سألتها عن شكوتها وسبب زيارتها قالت:أطفالي أربعة بين الواحد والآخر سنه واحدة،

اثنان منهم في العام نفسه،أحدهما في الشهر الأول والآخر في الشهر الأخير والمصيبة أنني حامل مرة أخرى وأريد أن أتخلص من هذه المصيبة ،لان جسدي متعب ولا يحتمل حملا خامسا...مرهقة أنا لا طاقة لي لأمومة إضافية وزوجي لا يأخذ الموضوع على محمل المسؤولية ،ويعلن فرحته دائما بكل حمل غير مخطط له وغير متوقع وينتظر المولود مع رزقته التي ستأتي معه.‏

الأرقام تؤكد....‏

لأجل هذه السيدة وأمثالها كثر يجب أن تكون سهولة الحصول على خدمات الصحة الإنجابية قضية من قضايا حقوق الإنسان للنساء والرجال على حد سواء ورغم هذه الأحقية ،ومع هذا فإن ما يقرب من 225مليون امرأة ممن يرغبن في تجنب الحمل لا يستخدمن حاليا وسائل التنظيم الآمن والفعالة ،جاء ذلك في تقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للسكان 2017وعليه فإن تلبية احتياجاتهن قد يجنبهن حدوث 60مليون حمل غير مقصود على مستوى العالم ،وخفض نسبة وفيات ما بعد الولادة بواقع الثلث من حالات وفاة ما بعد الولادة التي وقعت في 2016والتي تقدر ب303,000حالة.‏

ويؤكد التقرير إن الاستثمار في تنظيم الأسرة هو استثمار من أجل صحة وحقوق الأزواج حول العالم ،ولقد كانت نتائج التوجه القائم على الحقوق والخاص بالصحة الجنسية والإنجابية وتنظيم الأسرة نتائج استثنائية،حيث صارت لدى المزيد من النساء ،وهن بالملايين ،القدرة على إنجاب عدد أقل من الأطفال وعلى تكوين أسرهن في مراحل لاحقة من حياتهن ما أتاح لهن الفرصة لاستكمال دراستهن وكسب العيش بصورة أفضل والإفلات من شراك الفقر.‏

الإعلام بريء‏

اهتمام عالمي ومحلي بتنظيم الأسرة عبر أنشطة وفعاليات وخدمات ترمي إلى زيادة الوعي بالقضايا السكانية ولكن المشكلة كما تؤكد الأرقام مازالت قائمة ما يحمل الجميع مسؤولية بذل المزيد من الجهود للنهوض وتمكين المرأة وبالتالي الأسرة،ويبرز الإعلام المتهم الأول بالتقصير في هذا المجال، والأدلة كثيرة أولها الحديث المناسباتي عن هذا الموضوع والذي يقتصر فقط على ورشة عمل هنا وندوة هناك عن تنظيم الأسرة ،ومن هذه الورشات كانت ورشة تطوير المناهج الجنسية والإنجابية والتي أدان فيها أحد أعضاء جمعية تنظيم الأسرة الإعلام لتقصيره في التنكيش والتنبيش لفعاليات الجمعية وخدماتها الطبية والمجانية وتغطيتها وتسليط الضوء عليها ،وليس من باب رمي المسؤولية ولا تقاذفها ولكن من باب رفع العتب والتوضيح للقادم من الأيام أجاب الحضور الإعلامي الذي كان شريكا في الورشة :الإعلام معني بالمتابعة والاهتمام وتحفيز وتشجيع المتلقي للاطلاع على خدماتها والاستفادة منها ولا تكفي الرغبة بحضور الصحفي بل لابد من التنسيق المسبق والتعاون والتواصل مع الإعلامي ودعوته للمشاركة في الوعي والتوعية الصحية ،لأن الأمر في أغلب الأحيان يستلزم كتاباً رسمياً من الجهة الإعلامية التي يعمل بها الإعلامي وموافقة رسمية ،وتتعدد وسائل التواصل.‏

وللحق والحقيقة إن ما طرحه أعضاء الجمعية من نشاطات وفعاليات وخدمات مجانية تقدمها الجمعية ضمن عياداتها في دمشق والمحافظات السورية في مجال الوقاية والعلاج تستحق الوقوف عندها ولاسيما نشاطاتها في إطار الحملة الوطنية لمكافحة مرض السرطان الثدي ،وحملة 16يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي ،أضف إلى ذلك جهودها في مراكز دعم وتنمية المرأة (المساحة الآمنة) والاهتمام بالشباب من خلال مراكز تقدم المشورة والوعي الجنسي والإنجابي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية