بجناحين مهيضين فقط
يحاول أن يخرج
من ««الغابة الحجرية»»
بجناح أبيض واحد
بقلب من غير سوء
بمزيد من دموع ««المخبتين»»!
انه ينفض عن باصرتيه
ما علق من بقايا الهزائم
من دخان العشايا التعيسة
وغبار الانحطاط
إنه يحاول أن يغسل
عن يراعه لزوجة الحروف
صمغ التقهقر
دبق الحلاوة الهجينة
ورطانة ««اللسان المعَصرن»»..
برعونة بعض القصائد!
انه يحدق في الزرقة الناصعة
يعانق سعف النخيل
وتحت مزاريب النور
يغتسل حتى آخر حرف
من توقيعه المغبر!
يتشبث بمصباح البصيرة
بأول خيط من شعاع
كي يتسلق جدار السنين
صُعُداً إلى فلوات الرؤيا
بعد أن تراكمت على أجنحته المهيضة
وبعد أن امتلأت مدفأة العمر،
وعربات السنين
بأرماد رؤى لا يستطيع حملها
ويعزّ عليه افتقادها
في هبوب الرياح!
و.. وساعة هلت إليه
ما يشبه البطولة النبيلة
ما يشبه ««قارب النجاة»»
كفكفت حروفه دموعها المتساقطة
وكفت عن الهبوط أرياش جناحيه
ساعة قال بلهفة الغريق:
علّمني إلهي كيف أطير؟