تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قصتان

ملحق ثقافي
9/3/2010
اسكندر نعمة:المصْيدَة

اعتادَ الفلاّحُ أن ينثرَ البذورَ في أرضِهِ ليَستنبتَ منها نباتاتٍ جميلةً ونافعة. كان يوزِّعُ في أماكنَ شتّى من أرضِهِ مصائِدَ ليصْطادَ بها الفئران التي تلتهمُ البذورَ وتخرِّبُ الأرض.‏

ذاتَ يومٍ أتى الفلاّحُ ، فوجدَ مصائدَهُ قد التقطَتْ عدداً من الفئرانَ وسنجاباً واحداً. أقعى الفلاّحُ قريباً من السّنجاب وقالَ لهُ:" حتّى أنت؟!". ابتسَمَ السّنجابُ بلُطفٍ وقال:" أرجوكَ يا سيّدي. دعْني أذهَبُ طليقاً. أنا لسْتُ فأراً، ولا أنتمي لفئَةِ الفئرانِ البشعَةِ السّيّئةِ والمكروهة. أنا من سلالَةِ عائلةٍ كريمةٍ ومتميّزةٍ وعريقَة".‏

عبسَ الفلاّحُ وقالَ لهُ:" حقّاً. إنّكَ لسْتَ فأراً. ولكنّني قبضْتُ عليكَ مع الفئرانِ التي تسْرُقُ وتعيثُ فساداً".‏

حوار‏

حطَّتْ فراشةٌ صغيرةٌ على صخرةٍ ناتئة قُرْبَ بحيْرة. كانت تبترِدُ من حرِّ الصّيْفِ اللاّهب. شاهدَها من بعيدً جُرَذٌ كبير. قالَ لنفسِه:" ستكونُ هذهِ الفراشَةُ وجبةً سريعَةً لي". اقتربَ منها وقالَ بحدَّة:" حانَ وقتُ معاقبَتِكِ على جرائمِكِ المتكرِّرة". قالتِ الفراشةُ:" وماذا فعلْتُ!!". أجابَ الجُرَذُ:" في كلِّ يومٍ تقلقينَ راحتي بطنينِ جناحيكِ". قالتِ الفراشَةُ متعجّبةً:" ولكنّ أجنحَتي لا تُصْدِرُ أصواتاً البتّةَ". تابَعَ الجرذُ:" ومنذُ أشهرٍ وأنتِ تسطينَ على طعامي". أجابتِ الفراشَةُ مندهشَةً:" لكنّني لا آكُلُ طعامَ الحيواناتِ الكبيرة!".‏

غضِبَ الجرَذُ وصاحَ بصوتِهِ الحادّ:" في العام الماضي شتمتِ أهلي وعائلَتي أمامَ الجميع". شهَقَتِ الفراشَةُ عجباً وقالتْ:" لكنّني في العامِ الماضي لم أكُنْ قد خُلِقْتُ بعد". صاحَ الجُرَذُ غاضباً:" قدْ يكونُ ذاك أخوكِ أو ابنُ عمِّكِ الذي يشبهُكِ". وانقضَّ الجُرَذُ على الفراشةِ الصّغيرةِ والتهمها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية