غامضة ستغدو أخيراً علنية, ويبدو أنها ستجسد أنموذجا عن الأدلة غير الصحيحة والمعاملة الظالمة تحت اسم الحرب على الإرهاب ,وحديثاً عاد شبح معتقلين اختفيا في آذار باكستان عام 2003, للظهور ثانية في أفغانستان حيث احتجز من قبل ضباط أميركيين.
المعتقل الأول: )عافية صديقي( ذات الستة والثلاثين عاماً والباكستانية التي تحمل درجة دكتوراه من )معهد ماساشوسيت للتكنولوجيا وحالياً هي محتجزة في مركز ميترولوليتان للاعتقال في بروكلين نيويورك.
أما المعتقل الثاني فهو ابنها الأميركي البالغ من العمر اثني عشر عاماً وهو أكبر أبنائها ولا يزال محتجزاً في أفغانستان أما طفلاها الآخران )وهما أيضاً مواطنان أميركيان فقد اختفيا معها عام 2003 ولكن لا يزال مكانهما مجهولاً والأصغر كان يبلغ من العمر آنذاك ستة أشهر فقط.
)ايلين شارب( محامية عافية التقتها قبل أكثر من اسبوع وقالت إنها اعتقلت في قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان وكان عليهما أن يتحدثا على امتداد ثلاث ساعات عبر الشق الذي يمرر منه الطعام والموجود أسفل باب زنزانتها وتقول ))شارب(:
)الحالة بالمجمل من المستحيل أن التقي بشكل لائق مع موكلتي الإساءة رهيبة, إنها جسدية ونفسية , ما يحدث كان تعذيباً مع بداية عام 2003 أعلنت ال (اف بي آي) أنها تريد )عافية صديقي للاستجواب رغم أنهم اعترفوا بعدم حيازتهم لأي معلومات تشير إلى أن هذه الشخصية مرتبطة بنشاطات إرهابية معينة( بعد عدة أسابيع قبض على عافية وأطفالها الثلاثة من قبل الشرطة الباكستانية ولم يشاهدوا أو يسمعوا عنهم أي شيء على متداد السنوات الخمس التالية, ولكن ال )اف بي آي( استمروا في وضعها ضمن قائمة المطلوبين منكرين أنها اعتقلت على يد الباكستان أو أي دولة أخرى وفي أيار 200 اتهم كل من النائب العام أنذاك أشكروفت ومدير ال(اف بي آي) روبيرت مويلليرعافية بكونها عضواً في القاعدة وزعما أنها لا تزال طليقة, أما دليلهما فهو أنها خلال وجودها في أميركا قامت بامتلاك صندوق بريد إضافة إلى أن حسابها المصرفي يظهر سلوكاً مريباً بكلمة أخرى كانت تسحب نقوداً بشكل اتوماتيكي لبعض الجمعيات الخيرية المسلمة, ولكن الأمر الأكثر غموضاً من اختفائها هو إعادة ظهورها لماذا تلفق الولايات المتحدة سيناريو يخرج عافية من النسيان ويعيدها إلى المشهد العام?
من جهة كانت جماعات حقوق الإنسان تضغط على الولايات المتحدة لوضع نهاية الأسر سيدة باغرام الحزينة السجينة رقم 650 الامرأة التي لا تزال صرخاتها ولوعاتها مسكونة في قلوب سجناء باغرام بعد أن أطلق سراحهم وإلى الآن لا تزال الولايات المتحدة تنكر اعتقالها لأي امرأة في قاعدة جوية ربما عافية هي السيدة الحزينة, وأخيراً منحت وجهاً واسماً.
ومن جهة أخيرى هذه سنة انتخابات وزمن الفرصة الكبيرة للسياسيين فهؤلاء الذين في طريقهم للخروج لديهم شيء ليعرضوه حول حربهم على الإرهاب بينما أولئك الذين يحاولون الدخول سيكون لديهم ما يستعرضون عضلاتهم به.
ولندع التأمل جانباً فعافية تواجه محاكمة في الولايات المتحدة بتهمة محاولة قتل شخصيات أميركية لا قاعدة ولا إرهاب فالحكومة لا تملك ضدها سوى قصتهم عن اعتقالها الثاني في أفغانستان تموز الماضي, وتقول القصة أن بعض الشخصيات الأميركية دخلت الغرفة حين كانت )عافية( محجوزة هناك وبما أنهم لم يروها قام أحدهم بوضع بندقيته جانباً ثم قامت عافية التي كانت على وشك الموت جوعاً بالقفز من وراء الستارة والتقطت البندقية وبدأت بإطلاق النار )ومن الملائم لهم أنها أخطأت الإصابة( وهذه القصة لن تبدو سخيفة جداً حتى تعلم بأنهم برروا جرح طلقة الرصاص في جسد عافية على أنها دفاع عن النفس.
جرح الرصاصة كان رديئاً بسبب نقص المعالجة المناسبة الأمر الذي عرضها لخطر الموت ثم طالب القاضي بتقييم طبي عاجل لمعرفة إن كانت تحتاج للنقل إلى المستشفى مباشرة للعلاج, واليوم تحمل )عافية( أنفاً مكسوراً لم يثبت بطريقة صحيحة واقتلعت أسنانها ونزعت إحدى كليتيها مخلفة وراءها جرحاً عميقاً أسفل البطن وقيل إنها تعرضت للاغتصاب مرات عدة وإنها تعاني من الجفاف والضعف ولاتستطيع حتى المشي ومن الناحية النفسية هي مضطربة وربما تعاني من أذى في الدماغ ولكن الكابوس الجسدي والنفسي لم ينته فقبل وبعد كل زيارة قانونية أو ذهاب إلى المحكمة تجرد عافية من ملابسها لتخضع للتفتيش الشخصي, ولقد أعلمت فريقها القانوني رفضها لأي زيارات بعد الآن بسبب الإجراءات المهينة والمذلة.
عافية ستواجه محاكمة في أيلول, أحمد ابنها الأكبر لا يزال محتجزاً في أفغانستان الاثنان الآخران وهما بالتأكيد أصغر معتقلين أميركيين على الإطلاق لا يزالان مفقودين دون أي معلومات, مفقودو أميركا في الحرب على الإرهاب منحوا القليل من الاهتمام ولكن مع وجود نساء وأطفال كضحايا هل سيخترق الصمت?.
الانترنت عن موقع Dissident voice